- صحيفة "السفير"
زينة برجاوي
«لا تتصرف وكأنك تعلم كل شيء إلا إذا كنت غوغل وتخفي الأمر علينا». جملة هي عبارة عن دعابة يستعملها الأصدقاء في ما بينهم، لتشبيه أحدهم بموقع شركة «غوغل» الشهير، الذي يعتبر بمثابة موسوعة من المعلومات المتاحة أمام رواده بلغات العالم أجمع. والجملة تؤكد أهمية هذا الموقع الذي يصادف اليوم عيد ميلاده الثالث عشر، والذي يتصدّر المواقع الأخرى من خلال خدمة «البحث على الأنترنت» التي يوفّرها.
لكن لم يكتف الموقع بشهرته العالمية وخدمته الهامة والتي لم ينجح أحد في منافسته بها. فرغم محاولة شركة «غوغل» في مرتين سابقتين منافسة موقع «فايسبوك» الشهير من خلال تجربة إطلاق موقعي «غوغل وايف» و«غوغل باز»، التي باءت بالفشل ولم تلق صدى عند المستخدمين، أرادت مواصلة التحدي أمام «فايسبوك» من خلال إطلاقها موقع «غوغل بلس» للتواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء الماضي.
وفي ظل وجود العديد من خدمات التواصل الاجتماعي اليوم، تحتدم المنافسة بين «غوغل بلس» و«فايسبوك» الأشهر عالمياً، خصوصاً بإدخال «غوغل» خدمة الدردشة بالصوت والصورة، وهي الأولى من نوعها على صعيد المواقع الاجتماعية.
وبدأت هذه المنافسة مع إعلان نائب رئيس «غوغل» للأعمال الاجتماعية فيك جاندوترا عن تحسينات طرأت على «غوغل بلس» لتقديم خدمات جديدة، أهمها «إتاحة خـاصية» hang out ، التي تسمح بإجراء محادثة فيديو مع أكثر من شخص معاً، من خلال هاتف خلوي. ووفقاً لمدونة «غوغل» الرسمية، فإن الخاصية متاحة على الهواتف التى تعمل بنظام «أندرويد 2.3» أو أكثر، وستكون متاحة لنظام تشغيل نظام «أبل» قريباً.
وأحدثت «غوغل» ضجة كبيرة، فجمعت 20 مليون شخص منذ تاريخ إطلاقهــا، إلا أن الإقبــال على الموقع انخفض تدريجياً مع التحديثات الكبــيرة التي أعلن عنها موقع «فايسبوك» مؤخراً ليمنع «غوغل بلس» من التفوق عليه. وجاء إطلاق الموقع الأخير عشية المؤتمر السنوي لـ«فايسبوك» الذي أقيم في سان فرانسيسكو يوم الأربعاء الماضي، وأعلن خلاله مديره التنفيذي مارك زوكربيرغ عن خاصيتين جديدتين للموقع، الأولى هي «الخط الزمني» التي تروي من خلالها قصة حياتك لأصدقائك، والثانية خاصة بمطوري التطبيقات الخاصة بالموقع، حيث أصبح المجال حالياً مفتوحا لتطوير تطبيقات خاصة بالنشاطات التي يمارسها مستخدمو الموقع، كالاستماع للموسيقى وقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام.
واللافت للنظر هو الموقف الذي أعلنه زوكربيرج، من خلال انضمامه الى موقع «غوغل بلس»، واستطاع التفوق على المسؤولين في الموقع، من حيث استقطاب عدد أكبر من المتابعين أو «Followers» الذين بلغ عددهم حتى الآن نحو 44 ألفا و870 متابعاً، وبلغ عدد الأصدقاء لديه 69 صديقاً. بالمقابل، جمع الرئيس التنفيذي لـ«غوغل» لاري بايج، 30 ألفا و271 متابعاً من دون كسب أي صديق.
وفي محاولة لدرء الخطر القادم على «فايسبوك»، منعت إدارته إعلانا مدفوع على صفحاتها، قام بإنشائه المطور مايكل لي جونسون، وطلب فيه من أصدقائه متابعته على «غوغل بلس». الا أن إدارة «فايسبوك» علّقت الإعلان ورفضت السماح له بالظهور، مما دعاه الى نشر الواقعة على صفحته في «غوغل بلس»، مشيراً الى أنه لم يخالف قواعد الإعلان في «فايسبوك»، ومع ذلك تم حجب حملته الإعلانية.
وتتضمن خدمات «غوغل بلس» خدمة دردشة الفيديو الجماعية على مدار الساعة، التي تتيح ملاقاة الأصدقاء صدفة على الانترنت، ويمكن التواصل من خلالها مع حوالى تسعة أشخاص في الوقت نفسه. ويوفّر الموقع أيضاً آخر المستجدات عن المواضيع التي تهتم بها وعن الأشخاص الذين يهتمون بالمواضيع ذاتها. ولتحميل الصور، يتميز الموقع بخدمة «التحميل الفوري»، إضافة الى التواصل مع الأصدقاء عبر خدمة «الماسنجر» على صفحة واحدة من الموقع. كما خصّص الموقع خدمة خاصة بالتسلية من خلال ألعاب «البوكر» و«بناء حضارة جديدة»، و«صيد الطيور» و«النقر على أي شيء يتحرك».