عرضت القناة الـ11 بالتلفزيون العبريّ، التابعة لهيئة البث الإسرائيليّة، شبه الرسميّة، عرضت ليلة أمس الاثنين فيلمًا وثائقيًا-استقصائيًا حول سيناريوهات الحرب القادِمة بين كيان الاحتلال من جهة وبين إيران، حزب الله وتنظيمات المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة من الجهة الأخرى، كشفت من خلاله النقاب عن أنّ الصواريخ الدقيقة التي يملكها حزب الله اللبنانيّ قادرة على تدمير مبنى الكنيست في القدس الغربيّة بشكلٍ كاملٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه في السابق امتنع العرب عن ضرب القدس خشية إصابة الأماكن المُقدسّة، مثل المسجد الأقصى المُبارك، ولكن اليوم، تابع الخبراء الذين تحدّثوا للتلفزيون، يملك أعداء إسرائيل الصواريخ الدقيقة، التي تُصيب الهدف بدّقةٍ بالغةٍ ونسبة الخطأ تصل إلى 10 أمتارٍ فقط، وأكّد أحد الخبراء على أنّ حزب الله، بدعمٍ من إيران، قادِرٌ اليوم على إصابة أيّ منطقةٍ داخل العمق الإسرائيليّ، وأنّ منظومات الدفاع التي يمتلكها الكيان لن تنفع في صدّ الهجوم الصاروخيّ الذي سيكون لأوّل مرّةٍ منذ إقامة إسرائيل في العام 1948.
بالإضافة إلى ذلك، فقد شدّدّ الخبراء والجنرالات الذين تحدّثوا في الفيلم الاستقصائيّ على أنّ المنظومات الدفاعيّة التي تملكها إسرائيل مثل (القبّة الحديديّة) و(الصولجان السحريّ) ومنظومات أخرى دفاعيّة سيكون عملها خلال الحرب القادِمة، أوْ “حرب الشمال الأولى”، مُتركِّزًا في الدفاع عن المطارات العسكريّة والمنشآت العسكريّة الأخرى، وأنّ الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين لن يكون على سُلّم أولوياتها، الأمر الذي سيزيد بطبيعة الحال عدد الإصابات، كما أنّ التحذيرات التي صدرت مؤخرًا من الجنرال بالاحتياط يتسحاق بريك عن عدم استعداد الجبهة الداخليّة لمُواجهة التهديد الصاروخيّ تُرعِب الإسرائيليين.
من ناحيته قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة والأمنيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، يوسي يهوشواع في الفيلم الاستقصائيّ إنّ إسرائيل أهدرت فرصةً إستراتيجيّةً خلال العقد الأخير، لأنّها لم تفعل شيئًا من أجل منع حزب الله من زيادة ترسانتها العسكريّة من 40 ألف صاروخ في العام 2006 إلى حوالي 180 ألف صاروخ في العام الجاري 2020، وأضاف قائلاً في معرِض ردّه على سؤالٍ إنّ كيان الاحتلال يتصرّف قُبالة حزب الله على أنّه دولةً مردوعةً، يخشى من الردّ على حزب الله أوْ المُبادرة لوقف تعاظم تسلّحه كمًا ونوعًا، أما رئيس الوزراء ووزير الأمن سابِقًا، إيهود باراك، فقال إنّه لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال التقليل من خطورة الصواريخ الدقيقة التي يملكها الأعداء، ولكنّه في الوقت عينه تعهّد بإعادة لبنان إلى العصور الحجريّة في حال تجرأ حزب الله، بإيعازٍ إيرانيٍّ، على مهاجمة إسرائيل بهذا الكم الهائل والذكيّ والدقيق من الصواريخ، على حدّ قوله.
ومن خلال مُتابعة الفيلم يُمكِن القول والفصل أيضًا إنّه تمّ تقسيمه إلى جزأيْن اثنيْن: الجزء الأوّل، كانت بمثابة رسالةٍ إلى الإسرائيليين بأنّ الحرب القادِمة ستكون شرسةً وقذِرةً وتُوقِع إصابات بالآلاف من قتلى وجرحى، بالإضافة إلى شلّ المنشآت الحيويّة في الدولة العبريّة، نتيجة القصف الصاروخيّ المُكثَّف، وبشكلٍ خاصٍّ الصواريخ الدقيقة، التي أعرب المُختّصون الذين تحدثوا خلال الفيلم عن خشيتهم العميقة منها وتوجّسهم من الأضرار التي ستُلحِقها بالكيان، الأمر الذي دفع قائد العمليات بالجيش الإسرائيليّ، الجنرال آفي حليفاه، إلى القول خلال الفيلم إنّنا سندفع ثمنًا باهِظًا، ولكن لا مجال للهروب من ذلك، مُوجِهًا في الوقت عينه تهديدًا بأنّه إذا أُجبِر أطفال إسرائيل على البقاء في الملاجئ، فإنّ الأطفال في الدول الأعداء لن يعيشوا لأنّ الجيش سيهدم الملاجئ على رؤوسهم، كما قال.
أمّا الجزء الثاني من الفيلم، فقد تمّ التشديد فيه على قوّة الردع الإسرائيليّة، وعلى الردّ الذي سيقوم فيه جيش الكيان على الاعتداء عليه، مُلمّحًا إلى أنّ الدولة العبريّة قد تلجأ لاستخدام أسلحةٍ غيرُ تقليديّةٍ ضدّ إيران وحزب الله وحماس لصدّ الهجوم الصاروخيّ، الذي تتوقّع المؤسسة الأمنيّة أنْ يكون كثيفًا جدًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ قائد قسم العمليات في جيش الاحتلال أقّر في معرِض ردّه على سؤالٍ إنّ إسرائيل لا تملك العدد الكافي من المنظومات التي تكون مهمتها اعتراض الصواريخ وإسقاطها، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه من المُستحيل في أيّ دولةٍ بالعالم أنْ يتمكّن الجيش من اعتراض جميع الصواريخ وإسقاطها قبل أنْ تسقط في مكانها وتُسبِّب الأضرار في الأرواح والمُمتلكات، على حدّ قوله، ويُشار في هذا السياق أنّ أكثر ما يؤرِّق صُنّاع القرار في تل أبيب ويقُضّ مضاجعهم هي الصواريخ الإيرانيّة من طراز (كروز)، حيث تُقِّر إسرائيل بأنّها لا تملك الوسائل والمنظومات لصدّها، وبالتالي ستُوقِع إصابات بالآلاف في صفوف المُواطنين.
رأي اليوم