يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذي يصادف 30 مارس/ آذار الذكرى الـ 45 لـ "يوم الأرض" وسط تأكيدات على أن الأرض الفلسطينية ستظل جوهر الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي حتى ينال الشعب حريته وكرامته.
حركة فتح
وأكدت حركة فتح أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده على أرض وطنه التاريخي فلسطين، ويقدم من أجل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي كل التضحيات. وقالت حركة فتح في بيان صحفي "إن كفاح شعبنا الفلسطيني يتواصل بإرادة صلبة منذ أكثر من 100 عام، وإنه لن يتوقف حتى تحقيق حريته سيدا على أرضه".
وأشادت فتح بالجماهير الفلسطينية في مناطق الـ 48 في الجليل والمثلث والنقب، التي قالت إنها "صنعت بصمودها يوم الارض وتصدت وتتصدى لمحاولات الحكومات الإسرائيلية الاستيلاء عليها"، مشيرة إلى أن هذا الجزء الغالي من الشعب الفلسطيني "هو الذي حافظ على هوية الأرض والإنسان الوطنية، وتحول الى شوكة في حلق المشروع الذي روج للمقولة الزائفة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وأشارت أيضا الى "الرمزية الاستراتيجية" ليوم الأرض، الذي حقق هدف وحدة الشعب الفلسطيني وصموده الذي لا يلين وتمسكه بأرض وطنه وانتمائه لها ولهويته الوطنية والثقافية، وشددت على أن هذا اليوم "من اللحظات الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وفعل نضالي واع تماما مثله مثل رد فتح على نكبة فلسطين عام 1948 وانطلاقها بالثورة للتأكيد على هدف تحرير الارض والعودة".
وأكدت أنها ستواصل السير على الطريق الذي رسمه شهداء يوم الأرض وكافة شهداء الشعب الفلسطيني بدمائهم وتضحياتهم، ورسمه الأسرى بصمودهم وصبرهم، وقالت "إن الكفاح الوطني لن يتوقف حتى تحقيق هدف التحرير، والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
المجلس الوطني الفلسطيني
بدوره، قال المجلس الوطني الفلسطيني إن "يوم الأرض الذي جاء بعد هبة الجماهير في الثلاثين من آذار مارس عام 1976 ردا على سياسة الاستيلاء على الأرض ومحاولة تهويد الجليل الفلسطيني، جسّد أسمى معاني التضحية والفداء لأبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الحق الأصيل فيها في مواجهة الاستعمار الاحتلالي الإسرائيلي".
ودعا المجلس الوطني أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي عام 1948 للتمسك بالوحدة وتفويت الفرصة على الاحتلال الذي حاول ويحاول جاهدا اختراق الصف الوطني وحرف الأنظار عن القضية والأهداف الوطنية.
وطالب المجلس الاتحادات والبرلمانات العربية والإقليمية والدولية بإدانة سياسة التطهير العرقي الإسرائيلية وتعزيز دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، والتأكيد على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين من قبل المحاكم الدولية وتقديمهم للمحاكمة وعدم إفلاتهم من العقاب.
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أن ذكرى يوم الأرض تأتي في ذروة الاستهداف للأرض والمقدسات الفلسطينية، من خلال مخططات ومشاريع تصفوية مستمرة.
وشددت الجبهة أن التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينيّة تستوجب المضي قدمًا في تهيئة المزيد من المناخات الإيجابيّة لإجراء العملية الديمقراطيّة الانتخابيّة للمؤسّسات الوطنيّة وفق ما تم الاتفاق عليه وطنيًا.
ولفتت إلى أن ذلك يتطلب الالتزام بالقرارات الوطنية بسحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي ووقف الالتزام باتفاق أوسلو والتزاماته الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وعدم الاستجابة لشروط الرباعيّة الدوليّة ومحاولاتها لإعادة استولاد مسار التسوية المسخ والعقيم.
اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار
من ناحيته، أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، أن الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى يوم الأرض، وسط تصاعد استيلاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات وطرد السكان من بيوتهم في الضفة الغربية والقدس.
وشدد الخضري على أن هذه الإجراءات والخطوات الاستيطانية تشكل خرقا لكل مبادئ القانون الدولي والقوانين الإنسانية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي حراكاً فاعلاً للضغط على الاحتلال لإنهاء الاستيطان والحصار.
وأكد الخضري "أن الشعب الفلسطيني يعيش أوقاتا مهمة تتطلب مزيداً من التمسك بالأرض، ورص الصفوف وتوحيدها، والعمل المشترك ليعيش شعبناً حراً كريماً على أرضه دون احتلال وحصار واستيطان وتهويد".
وقال الخضري "الكل الفلسطيني مُطالب أن يكون يداً واحدة والسير قدماً في كل المسارات، والمضي في ملف الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، والوحدة الوطنية، والعمل من أجل رفع الحصار، ومناهضة الاستيطان واستعادة الحقوق المشروعة".
منذ عام 1976.. العدو استولى على مليون ونصف مليون دونم من أراضي فلسطين
وبدأت الجماهير العربية بالنزول للشارع يوم 30 مارس/اذار من العام 1976 رفضا لاستيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضيهم، بعد أن عم الإضراب الشامل مناطق الجليل إلى النقب، واندلعت بعد نزول المواطنين للشوارع مواجهات حامية مع الاحتلال، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
ووقتها كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قرارا بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة "تهويد الجليل".
وتشير الأرقام إلى أن سلطات الاحتلال استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى عام 1976، ولم يبق بحوزة سكان مناطق 48 سوى نصف مليون دونم، في حين أقرت خطتها في ذلك العام للاستيلاء على مساحات جديدة من أراضيهم.
ووقتها قاوم سكان الـ 48 كل الضغوط الإسرائيلية، وقررت لجنة الدفاع عن الأرض العربية الإضراب الشامل، الذي شهد ارتكاب جيش الاحتلال مجازر بحق المتظاهرين السلميين، وقد رفض الاحتلال وقتها فتح تحقيق في الحادث.
ومنذ ذلك الوقت يحرص الفلسطينيون في مناطق الـ 48 وكذلك في المناطق المحتلة عام 1976 وفي العالم، على إحياء هذا اليوم بفعاليات وطنية تؤكد تمسكهم بأرضهم المحتلة.