صحافة محلية » بري والحريري يعرضان خريطة التأليف: الأجواء إيجابية

نصرالله: الحكومة تولد بالحوار.. لا بالاتهام
أظهرت مناخات الساعات الأخيرة منسوباً كبيراً من التفاؤل بقرب إعلان التشكيلة الحكومية، لكن صرف هذه الإيجابية دونه شياطين الحقائب والأحجام والحسابات السياسية، خصوصاً ما بعد ولادة الحكومة الحريرية.
وقبيل الإطلالة الهادئة والمتواضعة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وما تخللها من كلام سياسي مرسوم بدقة حروفه وعباراته وباحترام عقول اللبنانيين من رئاستهم الأولى إلى كل مواطن في لبنان وأرجاء المعمورة، كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يفلش أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري خريطة التأليف الحكومي في ضوء ما أسفرت عنه مشاورات الأيام الأخيرة ولا سيما مع قيادتي «تيار المردة» و «القوات اللبنانية»، وما تخللها من محاولة جدية لإعادة «تدوير» أو توزيع الحقائب الوزارية الأساسية غير السيادية.
وفيما تكتّمت مصادر الطرفين على مضمون النقاشات، قال الحريري بعد اللقاء الذي حضره الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري إن الرئيس بري «كان حريصاً جداً على الاستعجال بالحكومة وإنهاء كل العقبات، ولا شك في أن الجو إيجابي، وإن شاء الله الأمور إلى الأمام ونصل الى خواتيمها قريباً جداً»، وتمنى ولادة الحكومة قبل الأعياد. ورأى أن رئيس الجمهورية ميشال عون «حريص على تشكيل الحكومة واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الأمور في نهايتها.. لقد تحدثنا في كل شيء والأمور إيجابية».
بدوره، قال الرئيس بري لـ «السفير» إن تصريح رئيس الحكومة المكلّف كان معبراً عن مضمون اللقاء، مؤكداً أن الأجواء إيجابية.
وقالت أوساط مقرّبة من رئيس المجلس لـ «السفير» إننا ما زلنا في مرحلة التشاور والتداول لإيجاد مخارج، «لكن لا مواعيد حاسمة للتأليف الحكومي».
أما أوساط رئيس الحكومة المكلّف، فقد اكتفت بالقول لـ«السفير» إن بعض العقبات تمّ تجاوزها، وثمة أمور تحتاج إلى بعض الوقت، ولم تستبعد تشاور رئيسَيْ الجمهورية والرئيس المكلّف خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأبدت تفاؤلها بولادة الحكومة قبل عيد الميلاد أو بين «العيدين».
في غضون ذلك، أعلن السيد حسن نصرالله أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة وأن هناك مشاريع على مشارف الانهيار نهائياً، مطالباً القوى السياسية في لبنان التعاون لبناء دولة، وقال: «كفى معارك إعلامية لا طائل منها».
هذه العبارات اختتم بها خطاباً دام حوالي الساعة عبر شاشة «المنار» تمحور حول الوضع السياسي الداخلي، وخصوصاً الحكومي، واكتفى في بدايته بالقول إن مسار معركة حلب سيعبّر عن نفسه بنفسه، أي بالوقائع الميدانية المتدحرجة بسرعة، ولكنه جدّد تمسك «حزب الله» بفصل المعطى الداخلي بكل مندرجاته عن المعطى الإقليمي، في إشارة واضحة إلى ابتعاد المقاومة عن أية محاولة لاستثمار ما يجري في حلب وسوريا في الواقع المحلي، وبالتالي، بدا تعامله مع «تيار المستقبل» ورئيسه سعد الحريري بوصفه حزباً لبنانياً له جمهوره وقواعده وحضوره وليس بوصفه ذراعاً لقوة إقليمية منخرطة في الصراع الإقليمي الكبير.
وإذ أكد أن «حزب الله» لا يعبر عن نفسه إلا بخطابه المباشر والواضح وليس عن طريق أي مؤسسة إعلامية، شدّد نصرالله على أن «الحديث عن معركة بين ثنائي شيعي أو ثنائي مسيحي أوهام، وهناك مَن يريد أن يخترع معركة ليست موجودة». وأكد أن العلاقة كانت ولا تزال ممتازة مع رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وبقية أصدقائنا في التيار بالكامل، وهناك تواصل دائم ونلتقي دائماً»، نافياً وجود أية أزمة ثقة أو مخاوف أو شوائب في هذه العلاقة.
وأشار إلى أنه «عندما بدأ الحوار بين التيار الوطني والقوات اللبنانية لم يكن لدينا أي سلبية، وهذا لا يزعجنا، بل قلنا إذا هذا الأمر يمكّن من انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة، فنحن نرحّب بذلك»، موضحاً أن قيادة «التيار» وضعت الحزب منذ البداية بجو التفاهم مع «القوات».
وأضاف: «ما أقوله ليس استهانة بـ «القوات اللبنانيّة»، فنحن نعتبر أن «القوات» قوّة سياسيّة أساسيّة في البلاد ولها تمثيلها، ولكن الجميع يعرف أننا منشغلون في مكان آخر مختلف كلياً»، وتابع «نحن في الوضع المسيحي من حقنا كأصدقاء وحلفاء أن تعود العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة إلى سابق عهدها».
وإذ لفت النظر إلى أن «هناك من يقول إن حزب الله لديه مخاوف من علاقات العهد الخليجية وإنه عندما زاره (للرئيس عون) موفد سعودي نحن انزعجنا»؛ فعقّب «هذا غير صحيح؛ نحن مرتاحون»، وأضاف «نحن لا نضع فيتو على زيارة العماد عون للسعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على زيارة الرئيس الى سوريا وإيران». وشدّد على أن «أي تأسيس لوضع يساعد على شراكة وطنية، فهذا شيء جيد وإيجابي». وأشار إلى «أننا قلنا إنه بعد الاستحقاق الرئاسي سنشهد الكثير من التشويشات من أجل ضرب علاقات وتحالفات وقد شهدنا ذلك بشكل متعدّد».
وأكد على وجوب العمل ليل نهار لتشكيل الحكومة، لافتاً النظر إلى أن هذه الحكومة ليست حكومة العهد وعملها سيكون قانون الانتخاب وإجراء انتخابات نيابية، وكشف أن «الغالبية الساحقة من الحقائب الوزارية تمّ تمثيلها وهناك مشكلة على حقيبة أو حقيبتين وتمثيل بعض القوى بشكل أو بآخر». ونبّه إلى أن «الوصول إلى تشكيل الحكومة ليس بالاتهامات بالتعطيل بل بالحوار والتواصل»، في دعوة غير مباشرة للحلفاء وباقي القوى للحوار، وخصوصاً رئيس الجمهورية ورئيس «تيار المردة».
وأعلن نصرالله أن «حزب الله يكتفي بما قسمه الله له بوزارتي الشباب والرياضة والصناعة»، ورأى أن كل القوى السياسية تريد أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن.
وإذ لفت النظر إلى أن «هناك مَن يبيّن كأن البلد على حافة حرب أهلية»، أكد «أننا بالضغط والتهويل نتجوهر أكثر»، وسأل «لماذا لا يُقال إن مَن يتحدّث عن الأحجام والكتل من أجل التمثيل في حكومة أشهر هو الذي يعطّل؟». وأشار الى أن «هناك من حاول أن يبيّن أن الرئيس (نبيه) بري هو مَن يعطّل تشكيل الحكومة؛ وهذا غير صحيح»، وتابع ان «هناك من يحاول أن يبيّن أيضاً أن حزب الله يعطل الحكومة أو الوزير سليمان فرنجية؛ وهذا أمر مجحف».
وشدّد على أن «الدولة العادلة تبدأ بمجلس نيابي منتخب على أساس قانون انتخابي عادل يُعطي التمثيل العادل من أجل بناء دولة حقيقية»، وأضاف «كان الحديث أن قانون الستين تم دفنه، لكن مؤخراً يبدو أن هناك من يريد إجراء الانتخابات عبر قانون الستين»، وأكد أن «حجج تعطيل المجلس النيابي انتهت ويمكن للجان أن تعمل بالمسار نفسه لإنجاز القانون الانتخابي»، وأكد أن «القانون الوحيد المتاح الذي يمكن التوصل إليه هو اعتماد النسبية الكاملة».
من جهة ثانية، أكدت مصادر أمنية أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكّن، أمس، من توقيف لبنانيين وسوريين ينتمون إلى تنظيم «داعش»، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف الجيش ومراكز أمنية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد