صحافة دولية » لبنان والمنطقة في الصحافة الأجنبية

عقدة ميليشيا حزب الله
مجلة الأكسبرس الفرنسية 27/7/2008
نشرت تقريرا عن الاحداث الاخيرة في طرابلس ومما قالته ،بان جذوة العنف التي شهدتها المدينة منذ بداية حزيران ، مرتبطة بالتنافس والصراع بين الغالبية البرلمانية وقاعدتها من السنة ، في مواجهة تحالف يقوده حزب الله الشيعي ، المقرب من العلويين المرتبطين بشكل وثيق بسوريا ،.
وتكمن المشكلة الان بين الطرفين حول البيان الوزاري ،وتحديدا حول البند المتعلق بـ " ميليشيا حزب الله " ، وكان حزب الله قد قام في7 ايار بعملية ادت الى السيطرة المؤقتة على بيروت ،وادت الى ان يفرض حزب الله شروطه على خصومه ، وخصوصا على سعد الحريري السني .
والعلويون هم فرع من الشيعة ،ويهيمنون على السلطة في سوريا ، الا انهم اقلية في لبنان ، وقد تمتعوا بنفوذ سياسي كبير خلال عهد الوجود العسكري السوري سابقا .
عرب فلسطين محاصرون
صحيفة الأوبزرفر البريطانية 27-7-2008
كتب بيتر بيومونت :
بدأ الصراع من أجل القدس يدخل مرحلة جديدة مع استمرار إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في شرقي المدينة المقدسة ومع تفاقم أعمال العنف التي يشنها أفراد من المواطنين العرب.
بهذه المقدمة استهل مراسل الصحيفة تحقيقه الصحفي متناولا بالشواهد ما آلت إليه الأوضاع في تلك المدينة عقب قيام مواطن فلسطيني من سكان القدس الشرقية بقيادة جرافة بسرعة كبيرة الأسبوع الماضي مما أسفر عن جرح إسرائيليين ومصرع سائق الجرافة.
ويحكي المراسل عن عرض تلقته سيدة فلسطينية اسمها فوزية الكرد تملك منزلا في حي الشيخ جراح في قلب القدس الشرقية, ظلت تقطن بين جدرانه طوال ربع قرن من الزمان. والمنزل نظيف ومرتب ولكنه لا يتميز بأي شيء غير عادي, وهو بهذه الصفة لا يمكن أن تبلغ قيمته عشرة ملايين دولار أميركي.
على أن ذلك المبلغ هو ما عرضه مشترون إسرائيليون -كما أكد محاميهم- لعائلة الكرد ثمنا لتخليها عن المنزل, إلا أن فوزية رفضت إبرام أي صفقة مهما كان الثمن. فكان أن تلقت الأسبوع الماضي إشعارا بالطرد استنادا إلى مطالبة قانونية مبهمة تدعي ملكية الأرض التي ظلت في حيازة زوجها منذ عام 1956.
وإذا ما أرغمت فوزية وعائلتها على ترك المنزل انصياعا للدعوى المرفوعة ضدهم, فسيضع مستوطنون إسرائيليون متشددون -من شركة تدعى ناهلات شيمون مرتبطة بمعبد يهودي مجاور- أيديهم عليه.
ثم يمضي بيومونت في تحقيقه متسائلا "كيف لشعبين يدعي كل منهما أن مدينة ما تشكل لب طموحاته القومية أن يتصالحا؟".
ويقر المراسل أن كل ما تبقى لأهالي القدس العرب إزاء المستوطنات اليهودية التي تحاصرهم من كل جانب هو المقاومة ولكن "في المحاكم الإسرائيلية", والحلم بعاصمة دولتهم، ثم الأمل في أن تعدادهم المتزايد –وهو أكثر ما يخيف الإسرائيليين– سيعيد إليهم مدينتهم على المدى الطويل.
ويقول إن المدينة مقسمة أصلا من النواحي النفسية والثقافية والسياسية، لأن "هناك الجانب اليهودي الغربي من المدينة حيث المجمعات التجارية والمقاهي بباحاتها الفسيحة وعازفو الموسيقى على جوانب الطرق، بينما هناك الجزء العربي المحاصر من المدينة القديمة حيث تنحشر عائلات كبيرة العدد في شقق صغيرة لدرجة لا تطاق".
المساعدات العربية للفلسطينيين لم ترق إلى التعهدات
صحيفة واشنطن بوست الأميركية 27-7-2008
عدد الدول العربية التي تقدم مساهمات مالية لحكومة السلطة الفلسطينية تراجع إلى ثلاث حكومات من أصل 22 وبحصص أقل كثيرا مما سبق.
ووفقا لبيانات اطلعت عليها واشنطن بوست، فإن الجزائر والسعودية والإمارات فقط هي التي قدمت المساعدات المالية هذا العام، في حين أن دولا نفطية أخرى مثل ليبيا والكويت وقطر لم تبعث بشيء، وما زالت مدينة بأكثر من سبعمائة مليون دولار تعهدت بها في السابق.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية تستخدم هذه الأموال في صرف رواتب الموظفين والعاملين لدى الحكومة في مختلف القطاعات، ولفتت النظر إلى أن البنك الدولي والحكومات الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة قدمت أموالا تزيد عن المساهمات العربية بثلاثة أضعاف.
ولكن مسؤولين قالوا إن الأوروبيين والبنك الدولي استنفدوا مواردهم فخلفوا فجوة مالية تصل قيمتها إلى ثمانمائة مليون دولار، لما تبقى من عام 2008.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الفلسطينية حاولت هذا العام أن ترفع قيمة المساهمات الخارجية إلى 1.6 مليار دولار لدفع رواتب الموظفين والمرافق العامة، ولكن القيمة الحقيقية المطلوبة للإيفاء باحتياجاتها تبلغ 1.8 مليار دولار، وذلك لأن الدفع يكون بالعملة الإسرائيلية التي شهدت ارتفاعا كبيرا أمام الدولار.
لماذا يكره اليهود المسحيين الإنجيليين؟
موقع تقرير واشنطن :
لماذا لا يحب اليهود في الولايات المتحدة المسيحيين، الإنجيليين والأصوليين على الرغم من حب هؤلاء لهم؟هذا التساؤل كان محور دراسة لـ" جيمس ويلسون James Q. Wilson ـ المحاضر بجامعة هارفارد، والحاصل على أعلى الأوسمة الأميركية "الميدالية الرئاسية للحرية Presidential Medal of Freedom، المعنونة بـ "لماذا لا يحب اليهود المسيحيين الذين يحبونهم Why Don't Jews like the Christians Who like Them?"، نشرتها مجلة سيتي جورنال"City Journal" الأميركية، وتنطلق تلك الدراسة من أن المجموعتين اللتين تؤيدان إسرائيل في الولايات المتحدة هما: اليهود، والمسيحيين الإنجيليين والأصوليين. والدعم اليهودي لإسرائيل من السهل تفسيره، لكن الأمر المحير هو لماذا يدعم هؤلاء المسيحيون- أغلبهم من المحافظين- إسرائيل؟. وتشير الدراسة إلى لغز أخر تبلوره الدراسة في أنه على الرغم من هذا الموقف، فإن العديد من اليهود يكرهونهم. أما اللغز الثالث فيتمثل في أن هناك فصيل كبير من الأميركيين من أصل إفريقي معاد لإسرائيل واليهود، إلا أن الناخبين اليهود ينظرون إلى هؤلاء السود على أنهم حلفاؤهم الطبيعيون.
تأييد المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل وكراهية اليهود لهم
وللتأكيد على تأييد المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل أشارت الدراسة إلى استطلاع اُجري في عام 2006 يُظهر أن المسيحيين الإنجيليين لديهم ميول تجاه إسرائيل أكثر من باقي الأميركيين، وأنهم أيضاً أكثر تعاطفاً معها من المسيحيين البروتستانت والعلمانيين. وبحسب استطلاع أخر، اتضح أن الإنجيليين يدعمون سيطرة إسرائيل على القدس، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، كما يقفون إلى جانب إسرائيل في نزاعها مع الشرق الأوسط، أكثر من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت والعلمانيين.
وتوضح الدراسة أنه على الرغم من حب المسيحيين الإنجيليين وتقديرهم للدولة اليهودية والشعب اليهودي، إلا أن اليهود في المقابل لا يبادلونهم نفس الشعور. فقد أفادت نتائج استطلاع بأن 42% من اليهود الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن عدائهم للإنجيليين والأصوليين. بينما توصل عالمان بكلية بارش Baruch Collegeإلى أن نحو 16% من الأميركيين عموماً لديهم نفس الشعور العدائي تجاه المسيحيين الأصوليين.
أسباب حب المحافظين لليهود :تكشف الدراسة أن السبب الرئيسي وراء حب المسيحيين المحافظين لليبراليين اليهود وتأييدهم لإسرائيل له جذور عميقة في معتقداتهم، فلدي الأصوليين البروتستانت تعاليم تسمى "التدبير الإلهيdispensationlism " وبحسب هذه التعاليم، التي ظهرت في انجلترا في بداية القرن التاسع عشر، فإن التاريخ الإنساني ما هو إلا سلسة من سبع فترات أو مراحل، والتي تعامل الله فيها مع الإنسان بشكل مختلف. الفترة الأولى هي ما قبل نزول آدم إلى الأرض والتي يعتبر عصر البراءةEra Of Innocence. والفترة الثانية هي من آدم إلى نوح وهي عصر الضميرEra Of Conscience. والثالثة هي الفترة من نوح إلى إبراهيم وهي عصر الحكومةEra Of Government. ثم الفترة الرابعة وهي من إبراهيم إلى موسى أي عصر النظام الأبوي Era Of Patriarchy. أما الفترة الخامسة فهي من موسى إلى عيسى وهي عصر الحكم الموسوي، ثم المرحلة السادسة وهي من عيسى حتى وقتنا هذا وهو عصر النعمة الإلهيةEra Of Grace ، وأخيرا تتمثل المرحلة السابعة في المرحلة التي سيعود فيها المسيح ليحكم العالم.
ويعتقد معتنقي هذه التعاليم – "التدبير الإلهي" "dispensationlism" - أن اليهود هم شعب الله المختار. وعندما تأتي فترة حكم المسيح لابد أن يكون اليهود يعيشون في إسرائيل وعاصمتها القدس، حيث سيعود الهيكل للظهور في وقت معركة هرمجدون"”Armageddon”. فقبل وقوع هذه المعركة الأخيرة، فإن المسيخ الدجال سيظهر ربما في صورة رجل سلام. ويعتقد الأصوليون البروتستانت أن المسيخ الدجال سيخدع الناس ويحتل الهيكل وسيحكم باسم الله، ثم يُهزم في آخر الأمر على يد المسيح. لذا يعتقد الكثير من هؤلاء أن كيفية تعاملهم مع إسرائيل ستؤثر فعليا على مصيرهم الأبدي.
ومازال المسيحيون الأصوليون، وهم الصهاينة الأوائل، يؤيدون إسرائيل، لاعتقادهم بأنها ستكون المكان الذي سيعود فيه المسيح. ففي عام 1878، قام وليام بلاكستون William Blackstone المسيحي الأصولي ومؤلف كتاب "المسيح قادم" Jesus Is Coming بكتابة مذكرة تُطالب بإقامة دولة يهودية في فلسطين. وقد حصل بلاكستون Blackstone على توقيع أكثر من 400 مسيحي من بينهم رئيس المحكمة العليا جون روكفيلرJohn D.Rockefeller ، إلا أن الرئيس الامريكي بنيامين هاريسون Benjamin Harrison رفض المذكرة. وفي عام 1916 عاد بلاكستون Blackstoneوعرض المذكرة على الرئيس وودرو ويلسون Woodrow Wilson الذي كان أكثر تعاطفاً، والذي أيد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفورArthur Balfour عندما أصدر في عام 1917 وعده الشهير بإقامة وطن لليهود في فلسطين.
مصادر تأييد المسيحيين والإنجيليين لإسرائيل
وتوضح الدراسة أن القساوسة الإنجيليين والأصوليين يقومون بكل حماسة بتعزيز فكرة الموالاة ودعم إسرائيل.
فقد قاموا بتأييد إسرائيل من خلال ترانيمهم التي يتلونها في الكنيسة أكثر من البروتستانت والكاثوليك العاديين. ويوضح جيمس جث James Guth أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرمان Furman University أن الإنجيليين الذين يحضرون إلى الكنيسة بانتظام ويسمعون تلك الترانيم، كانوا أكثر ميلاً إلى تأييد إسرائيل أكثر من قرنائهم الذين لا يحضرون بانتظام.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك كتب مسيحية شعبية تقوي من موقف هؤلاء القساوسة. فعلى سبيل المثال احتوى كتاب "The Late Great Planet Earth" للكاتب هال ليندسيHal Lindsey ، على تعاليم "التدبير الإلهي"” dispensationlism والمراحل السبعة التي تتحدث عنها هذه التعاليم، كما شرح معركة هرمجدون Armageddon وقضية حماية اليهود وإسرائيل.
وهناك أيضا مصدراً ثالثاً لدعم إسرائيل وهو المنظمات الإنجيلية الموالية لإسرائيل والتي من بينها جسور من أجل السلام Bridges for Peace والسفارة المسيحية الدوليةthe International Christian Embassy Jerusalem، التي تأسست يوم 30 سبتمبر 1980 في القسم الغربي من مدينة القدس رداً على القرار الذي اتخذته ثلاث عشرة دولة آنذاك والقاضي بنقل سفاراتها من القدس إلى تل أبيب، ومؤتمر القيادة المسيحية القومي من أجل إسرائيلthe National Christian Leadership Conference for Israel.
وتنتقل الدراسة للحديث عن الجماعات البروتستانتية السائدة مثل المجلس القومي للكنائس the National Council of Churches ومجلس الشرق الأوسط للكنائسthe Middle East Council of Churches. وتقول الدراسة أن هذه الجماعات لها موقف مختلفة تماما تجاه إسرائيل. فعلى سبيل المثال رفض NCC تأييد إسرائيل في حرب الـستة أيام في عام 1967، وعلى الفور بدأت في معارضة التوسع الإسرائيلي عقب نصرها. وفي عام 2004 قررت الكنيسة البروتستانتية دراسة عرضاً لتحويل استثماراتها من الشركات التي تقيم نشاطاً اقتصادياً مع إسرائيل.
مناهضة البروتستانت لإسرائيل
أما السبب وراء مناهضة القادة البروتستانت العاديين لإسرائيل فيتمثل فيما يراه هؤلاء من القمع الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وقد تلقى هؤلاء القادة تشجيعاً من أكاديميين أمريكيين مثل الكاتب نعوم تشومسكيNoam Chomsky ، ومن الصحافة الأوروبية أيضا مثل BBC و the Guardian و the Evening Standard و Le Monde. فجميعهم رفض بأشد العبارات ما تقوم به إسرائيل، عندما اقتحمت مخيم جنين للاجئين بدعوى القضاء على الإرهابيين المحصنين بالمخيم، وقتلها 52 فلسطينياً. والتي أطلق عليها الكاتب البريطاني A.N. Wilson اسم "المذبحة" و"الإبادة الجماعية".
وتنتقل الدراسة إلى توضيح لماذا تكره العديد من الجماعات اليهودية والناخبين اليهود حلفاءهم من المسيحيين الإنجيليين؟. فتقول أن اليهود الأرثوذكس يُرحبون بتأييد الإنجيليين بينما يعارضها اليهود المصلحون والعلمانيون. ومعظم اليهود هم ليبراليون سياسيون، ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، ويهتمون بالقضايا الليبرالية بشكل عام. وفي المقابل، يميل الإنجيليين إلى أن يكونوا محافظون، حيث لا تمثل لهم السياسة أهمية مقارنة بمعتقداتهم الخاصة بـ"التدبير الإلهي" " dispensationlism".
أما الأميركيون السود فهم من أكثر الجماعات معاداة للسامية. ولكن ذلك التوجه لم يكن على طول الخط دائما، فقد كان هناك العديد من القادة السود الذين يؤيدون اليهود الأميركيين من أمثال دو بوا W.E.B. Du Bois ورالف بانشRalph Bunche. كما أيد السود تأسيس وإقامة دولة إسرائيل عام 1948. ولكن مع مرور الوقت واندلاع حرب 1967، بدأت هذه القيادات في التراجع عن تأييدها لليهود، وأصر المندوبون السود في أواخر الستينيات على تمرير قرار يُدين تلك "الحرب الامبريالية الصهيونية". والآن وبحسب نتائج مراكز الاقتراع، فإن نحو ثلث الأميركيين السود لديهم مواقف شديدة المعاداة للسامية. وكان القادة الأميركيون السود، وليس الإنجيليين، البيض هم من أطلقوا إشارات معادية للسامية.
وعلى الرغم من أن الناخبين الأميركيين السود ليبراليون، وغالباً ما يبتعدون عن حلفائهم اليهود، إلا أنه بالنسبة لليهود، فهم يعتبرون أن السود أصدقاء والإنجيليين أعداء، أيا كانت مواقفهم من اليهود وإسرائيل.
كراهية اليهود للمسيحيين الأصوليين
وهناك سبباً أخر أكثر عمقاً وراء كراهية اليهود للمسيحيين الأصوليين.
فعلى الرغم من أن الإنجيليين البروتستانت يؤيدون إسرائيل ويتعاطفون مع اليهود، فإنهم في عيون الليبراليين يعتبرون معادون للعناصر الأساسية للنظام الديمقراطي. فهم يعتقدون أن الولايات المتحدة قامت كأمة مسيحية، كما يشعرون بالقلق من ضياع القيم الأخلاقية. لذلك فالمسيحيين الأصوليين يسعون إلى فرض الأخلاق المحافظة وتغيير اتجاه البلد بحيث تجعلها تخضع لمشيئة الله، وفتح المدارس العامة التي تُعلم المعتقدات المسيحية، هذا بالإضافة إلى سعيهم للإطاحة بحقوق الأقليات.
وأيا كان السبب وراء عدم ثقة اليهود في الإنجيليين، فإن عليهم التضحية عندما يكون مستقبل إسرائيل وبقاؤها هو القضية الأهم. فنصف البروتستانتيين في الولايات المتحدة إنجيليين ويمثلون نحو ربع الشعب الامريكي كله. وفي المقابل، يمثل اليهود أقل من 2% من الأميركيين، وهذه النسبة ستقل، حيث إن أكثر من نصف اليهود يتزوجون من غير اليهود. وعندما يتعلق الأمر بمساعدة تأمين بقاء إسرائيل، فإن الأقلية اليهودية في أميركا يجب ألا ترفض المساعدة التي تعرضها جماعة أخرى أكبر من هذه الأقلية بـ 10 أضعاف. فليس هناك فائدة من تكرار ما قاله الصحفي الأميركي مينكن H.L. Mencken بأن المسيحيين الأصوليين "أغبياء" و"مغفلين".

تشويه سمعة حزب الله خطأ فادح
صحيفة الغارديان البريطانية/ 25- 7- 2008
Matthias S Klein
محاولة بريطانيا قمع الجناح العسكري لحزب الله من شأنه أن يعزز المنظمة الشيعية اللبنانية
أكملت إسرائيل وحزب الله، الأسبوع الماضي، الخطوة الأولى في "عملية تبادل الجثث" الأخيرة بينهما ... واعتبر العديدون ذلك يوما عظيما لحزب الله ، ولأمينه العام المحنك إعلاميا والذي أثبت -- مرة أخرى -- ان "حزب الله" يفي بوعوده وأن الحزب لا يزال القوة العربية الوحيدة التي يمكن أن تتعامل مع إسرائيل على قدم المساواة.
ومن قبيل الصدفة البحتة ، صّوت البرلمان البريطاني قبل يوم فقط من عملية التبادل على وضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المملكة المتحدة للمنظمات الإرهابية.... ويزعم هذا القرار أنه لن يكون له أي تأثير على برامج حزب الله الخيرية والاجتماعية او على المنظمات غير الحكومية التي تعمل معه لجمع التبرعات في المملكة المتحدة. هذا، على الرغم من أنه من المستحيل أن يثبت فرع الرعاية الاجتماعية التابع لحزب الله (والذي يقدم الخدمات الطبية والاجتماعية في جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية) ان أيا من عوائده لا تستخدم لشراء أسلحة. لقد أدت أحداث 11/9 و 7 / 7 الى خلق جو من الشك ضد أي شيء "إسلامي" والى شعور عام بعدم الثقة. فمن سيصدق محاسب حزب الله؟
ومع ذلك ، فان الأثر الأكثر أهمية لهذا القرار الذي اتخذه البرلمان ليس في المملكة المتحدة ، ولكن في لبنان والشرق الأوسط على نطاق أوسع. وباختصار ، إن هذا القرار يساعد حزب الله. فبالنسبة لهذه المنظمة التي تبني سمعتها ، وجاذبيتها، وسمتها الرئيسية على رمز "مقاومة" إسرائيل والغرب ، وحلفاءهم المحليين - أن تشوه سمعتها من قبل الحكومات الغربية ، لا سيما تلك التي لديها قوات عسكرية على الأرض في المنطقة ، فهذا وسام الشرف -- شيء ما يمكن ان تستخدمه كدليل على أنها على الطريق الصحيح. عندما أُعلن عن خطة تسمية الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية في البداية من جانب الحكومة البريطانية ، على الفور، اغتنم نصرالله الفرصة لاستخدام الإعلان في خطاب ألقاه في اليوم التالي ، واصفا الإعلان انه "وسام شرف بالنسبة لنا" وربطه على الفور بالنضال الطويل من اجل فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني عبر تذكير جمهوره ان المملكة المتحدة " كانت احد مؤسسي الكيان الصهيوني… وراعيا دائما للعدو الصهيوني". ما يمكن لنصر الله وجماعته أن يعتمدوا عليه أيضا هو وعي واسع النطاق ، مبني على عقود من الخبرة ، وهو ان الغرب انتقائي عندما يتعلق الامر بإدانة دعم الجماعات الإرهابية ، وانتهاكات القانون الدولي ، والإجراءات اللاأخلاقية وفقا لأي معيار.
وأول ما يتبادر الى الذهن بوضوح، نهج القفازات المخملية تجاه سياسات إسرائيل المروعة في الأراضي المحتلة وسياستها تجاه جيرانها العرب (القنابل العنقودية؟ ). ولكن هناك الكثير من الأمثلة الأخرى. في العراق ، يحاسب الإيرانيون وحلفاءهم (أي حزب الله) على دعمهم الميليشيات المعادية للحكومة وقوات التحالف، بينما لا تقوم أي حكومة غربية بأي تهديد بعمل عسكري ضد المملكة العربية السعودية التي لا تفعل سوى شيئا يذكر لوقف مواطنيها عن تمويل الجماعات الإسلامية السنية او لوقف الشباب السعودي عن الانضمام الى المتمردين ....
إن هذا النفاق الذي يدعم الذين يعملون لصالح المصالح الغربية ، بغض النظر عن المبادئ العامة والأخلاق ، والذي يصنف آخرين في الوقت نفسه بأنهم "إرهابيين" و "غير ديمقراطيين"، يصب الزيت على النار لأشخاص مثل نصرالله الذين يبنون تأثيرهم على الحكايات المبالغ بها عن "المؤامرة الصهيونية الغربية". وهكذا ، لقد أدى وصف الجناح العسكري لحزب الله بأنه "جماعة إرهابية" فيما لا تقدم الحكومة على اتخاذ أي إجراء مع جماعات متطرفة الأخرى.. وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والحقوق المدنية في بعض الدول العربية / الإسلامية، بينما تتجاهل بتعجرف تلك الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل وحلفاءها الغربيون في المنطقة، الى حالة أصبحت فيها تسمية "عدو" للغرب تترجم على الفور الى دفعة قوية من الدعم والقبول الإقليمي. والأسوأ من ذلك ، لقد أصبحت تهنئة الغرب ، في أماكن كثيرة ، بمثابة قبلة الموت... وحتى في الأسبوع الماضي عندما أعيد الأسرى الخمسة ، بما في ذلك قاتل الأطفال ، الى لبنان، كان مجلس الوزراء اللبناني كله في المطار لاستقبالهم. وبطبيعة الحال، فان حزب الله وحلفائه جاءوا لأنه وبالنسبة لهم لقد كان يوما للنصر. لكن الكثيرين جاءوا لأنهم لا يستطيعون أن يتحملوا كلفة عدم حضورهم، بغض النظر عن شعورهم الخاص تجاه الصفقة ككل ودور حزب الله في لبنان.
وقد يبدو الآن ، أن دعم منظمة مثل حزب الله فقط لأن الدول والسياسيين الغرب يعتبرونها عدوا، هو أمر طفولي . ولكن الآن، بعد ان خسرت "معركة القلوب والعقول" بشكل مدهش ، فإن هذا هو واقع الى حد كبير. وفي الواقع إن وضع منظمة مثل حزب الله على لائحة المنظمات "الداعمة للإرهاب" أو حتى وجناحها العسكري ، هو خطأ آخر.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد