صحافة دولية » لبنان والمنطقة في الصحافة الأجنبية

روسيا صديقة البلدان المارقة
وكالة نوفوستي الروسية ـ 30/7/2008
Fedor Loascii117kianov
خلال اعوام التسعينات ادخل الساسة الاميركيون مصطلح ' الدول المارقة ' و ' محور الشر ' الى الساحة السياسية الدولية ، ولا يوجد أي دلالات حقوقية قضائية محددة لتلك المصطلحات ، الا ان العالم قد' فهم ' انها تطلق على الدول التي تواجه الهيمنة الاميركية على العالم .وقد سبق وان ضمت اللائحة الاميركية دول ايران وسوريا و فنزويلا و زيمبابوي و ميانمار و ورسيا البيضاء و السودان و صربيا و كوريا الشمالية و ليبيا .
المقابل فان روسيا لا ترفض التعاون الدولي على صعيد تحقيق العدالة الا انها ايضا ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وهذا يفسر التباين في التعامل مع الدول الموضوعة على اللائحة السوداء الاميركية ، بين واشنطن و موسكو ، حيث تعتقد روسيا بان سياسات العزل تجاه الدول او القوى السياسية – مثل حماس – من شانه ان يعقد الامور ويؤدي الى طريق مسدود .
يوم حسن نصرالله الكبير
الرجل، الذي يصبح كافة الزعماء في العالم العربي إلى جانبه أقزاماً

كاونتربنتش ـ 29-7-2008
يوري أفنيري (كاتب إسرائيلي وناشط سلام في جماعة 'غوش شالوم')
يوم الأربعاء الماضي، في الصباح، استيقظ 'القاتل قنطار' في سجن إسرائيلي، وفي المساء، وقف 'البطل القنطار' أمام مائة ألف من اللبنانيين المبتهجين من كل المجتمعات والأحزاب. ولم يستغرقه الأمر سوى بضع دقائق ليعبر الحدود اللبنانية، من مملكة التلفزيون الإسرائيلي إلى مملكة التلفزيون اللبناني .
بحديثها بلا نهاية عن 'القاتل الملطخة أيديه بالدماء' الذي لن يتم تحريره أبداً، ومهما حدث، كانت إسرائيل قد حولته من مجرد سجين آخر إلى بطل عربي شامل.
كان الجمهور الإسرائيلي منغمساً في بحر من الأحزان والنحيب على الجنديين، اللذين تأكد موتهما قبل دقائق فقط من إعادة جثمانيهما. ولساعات في النهاية، خصصت كل القنوات الإسرائيلية بثها لنقل مشاعر عائلتي الجنديين، اللذين كان الإعلام قد أنفق السنتين الأخيرتين على تحويلهما إلى رموز وطنية .
لا حاجة لذكر أن صوتاً واحداً في إسرائيل لم يقل حتى ولو كلمة واحدة عن الـ190 عائلة، التي أعادت إسرائيل إليها جثامين أبنائها في اليوم نفسه.
كان ذلك، بالطبع، يوم حسن نصرالله الكبير. وفي أعين عشرات الملايين من العرب، كان قد حقق انتصاراً كبيراً. منظمة صغيرة في بلد صغير استطاعت أن تجبر إسرائيل، القوة الإقليمية، على الركوع، بينما يحني قادة كل الدول العربية ركبهم أمام إسرائيل.
كان نصرالله قد وعد باستعادة قنطار. ولتحقيق ذلك الهدف، قام بأسر الجنديين. وبعد سنتين من الحرب، وقف السجين المحرر حديثاً على المنبر في بيروت، لابساً زي حسن نصرالله، وخرج نصرالله نفسه، مخاطراً بسلامته الشخصية وعانقه أمام كاميرات التلفزة، بينما جن الحشد الجذل بالحماس.
أما وقد قوبل بهذا العرض للشجاعة الشخصية والثقة بالنفس، والنزعة الدراماتيكية التي تظهر تماماً في خصائص الرجل، رد الجيش الإسرائيلي بالتصريح السخيف والفارغ: 'ما كنا لننصح نصرالله بمغادرة مخبئه الحصين'.
بثت الجزيرة كل ذلك حياً على الهواء، ساعة بعد ساعة، لملايين البيوت، من المغرب إلى العراق والعالم الإسلامي من ورائهما. وكان من المستحيل على المشاهدين العرب أن لا ينجرفوا على أمواج العواطف. فبالنسبة لأي شاب في الرياض، القاهرة، عمان أو بغداد، كان هناك رد فعل وحيد واحد ممكن: هذا هو الرجل! هذا هو الرجل الذي يستعيد الشرف العربي بعد عقود من الهزائم والمهانة! هذا هو الرجل، الذي يصبح كافة الزعماء في العالم العربي إلى جانبه أقزاماً! وعندما أعلن نصرالله أنه 'منذ هذه اللحظة، فإن حقبة الهزائم العربية قد أتت إلى نهايتها'، فإنه إنما أمسك بروح اليوم.
لعلي أشتبه أيضاً بأنه لا بد وأن كان عدد من الإسرائيليين الذين عقدوا مقارنات تخلو من التملق بين الرجل وبين وزراء مجلسنا الوزاري نفسه، أبطال الخطابة الفارغة المتفاخرة. فبالمقارنة بهم، يبدو نصرالله عقلانياً، موثوقاً، منطقياً ومصمماً، ودون لعب بالكلمات الجوفاء.
عشية المسيرة العظيمة، كان قد خاطب الجمهور ومنع إطلاق النار في الهواء، كما هو شائع في الاحتفالات العربية. وأعلن: 'أي شخص يطلق الرصاص، إنما يطلق الرصاص على صدري، وعلى رأسي وردائي'. ولم تطلق حتى ولا رصاصة واحدة.
كانوا كلهم هناك: رئيس لبنان، رئيس الوزراء، كافة أعضاء الوزارة الجديدة، قادة الأحزاب، وكل المجتمعات وكل الأديان، وكافة الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقون. وكان هناك السني سعد الحريري الذي كان قد اتهم حزب الله بالتورط في اغتيال والده؛ والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كان قد طالب بحل حزب الله أكثر من مرة؛ وكذلك المسيحي الماروني سمير جعجع، الذي يتحمل المسؤولية عن مذبحة صبراً وشاتيلا؛ بالإضافة إلى آخرين ممن كانوا بالأمس يمطرون حزب الله بكل لعنة وخطيئة ممكنة.
في كلمته، أثنى الرئيس الجديد على كل أولئك الذين شاركوا في تحرير قنطار، مضفياً بذلك الشرعية الوطنية، ليس على سلوك حزب الله الذي أشعل شرارة الحرب فحسب، وإنما أيضاً على المهمة العسكرية التي يضطلع بها حزب الله في الدفاع عن لبنان. وبما أن الرئيس كان حتى وقت قريب قائداً للجيش، فإن هذا يعني أن الجيش اللبناني، أيضاً، يتبنى حزب الله ويعانقه.
يوم الأربعاء الماضي، أصبح نصرالله أهم شخص وأكثر الناس نفوذاً في لبنان كله. وبعد ثلاثة أشهر من الأزمة التي كادت تتسبب بنشوب حرب أهلية، عندما طالب رئيس الوزراء حزب الله بتفكيك شبكة نظام اتصالاته الخاصة، أصبح لبنان بلداً موحداً. وقد أصبح لبنان موحداً أيضاً بالمطالبة بتحرير مزارع شبعا، وبتسليم إسرائيل خرائط حقول الألغام والقنابل العنقودية المميتة التي تركها جيشنا خلفه في حرب لبنان الثانية.
لكن بوسع المرء أن يتعقب اللوم أيضاً وراء إلى أبعد من ذلك، إلى حرب أرئيل شارون اللبنانية الأولى. عندئذ أيضاً، رحبت كافة وسائل الإعلام والاحزاب والمثقفون الكبار بانفعال وهذيان منذ اليوم الأول. قبل تلك الحرب الكارثية، كان المجتمع الشيعي هو جارنا الطيب الهادئ. ويظل شارون مسؤولاً عن لهجة حزب الله؛ والجيش الإسرائيلي الذي كان قد اغتال سلف نصرالله، هو الذي منح نصرالله الفرصة ليصبح ما أصبح عليه الآن.
كما لا ينبغي للمرء أن ينسى شمعون بيرس، الذي خلق 'المنطقة الأمنية' الكارثية في جنوب لبنان، بدلاً من الخروج من هناك في الوقت المناسب. وكذلك ديفيد بن غوريون وموشيه دايان، اللذين اقترحا عام 1955 تنصيب 'جنرال لبناني' ليكون دكتاتوراً على لبنان، والذي كان ليوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.
إن كافة الحكومات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية عن صعود التيار القومي-الديني في العالم العربي، والذي يشكل خطراً أكبر بكثير على إسرائيل من القومية العلمانية التي يعتنقها قادة مثل ياسر عرفات وبشار الأسد.
في الأسبوع الماضي، حدث شيء مهم آخر: ففي قفزة هائلة، قفز الرئيس السوري من عزلة مفروضة عليه أميركياً إلى المسرح العالمي في عرض دولي كبير في باريس. أما المحاولات المثيرة للشفقة من جانب أولمرت، تسيبي ليفني، وحفنة من المراسلين الصحافيين الإسرائيليين لمصافحة يد الأسد، أو على الأقل مصافحة وزير، أو مسؤول صغير، بل وحتى حارس شخصي، فقد كانت مجرد مسرحية هزلية محتشدة بالاستعراض.
بل إن شيئاً آخر إضافياً حدث في الأسبوع الماضي: لقد التقى الشخص رقم 3 في وزارة الخارجية الأميركية رسمياً مع المفاوضين الإيرانيين. وأصبح واضحاً أن المفاوضات مع حماس حول تبادل الأسرى التالي ما تزال في جمود عميق.
ينطوي الوضع الجديد على الكثير من المخاطر، لكنه يبدو أيضاً وهو ينطوي على فرص. إن الوضع الجديد لنصرالله بوصفه لاعباً مركزياً في اللعبة اللبنانية السياسية يفرض عليه المسؤولية والحذر. كما أن الأسد المتزود بالقوة ربما يكون شريكاً أفضل للسلام، إذا ما كنا راغبين في اغتنام الفرصة. كما يمكن لمفاوضات الأميركيين مع إيران أن تمنع وقوع حرب مدمرة، والتي ربما تكون كارثة علينا نحن أيضاً. أما إضفاء الشرعية هذه على حماس بالمفاوضات، عندما تستأنف، فإنها ربما تفضي إلى حدوث وحدة فلسطينية، مثل تلك التي تم إنجازها الآن في لبنان. وسيكون من الممكن لأي اتفاق سلام وقعناه معهم أن تكون له ساقان حقيقيتان يقف عليهما.
في غضون شهرين، ربما تصبح لإسرائيل حكومة جديدة. وإذا ما أرادت ذلك، فإن بوسعها أن تبدأ بمبادرة جديدة للسلام مع فلسطين، ولبنان، وسورية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد