صحافة دولية » نيويورك تايمز تُغضٍب جيف بيزوس: العمل في أمازون جحيم؟

فادي الطويل
كثيرة هي القصص التي تروى عن جيف بيزوس (51 عاماً)، المستثمر العنيد والصلب الذي يتمسّك برأيه مهما تكن النتائج. في خطاب ألقاه في جامعة برنستون المرموقة في العام 2010، يروي بيزوس أنه أراد يوماً إقناع جدته بالتوقف عن التدخين، لم يطلب منها ذلك بودّ، ولم يستعطفها، بل واجهها ببعض الحسابات قائلاً: &laqascii117o;لقد أضعتِ تسع سنوات من حياتك"، فانتابت الجدة نوبة من البكاء.
يثير بيزوس حالياً عاصفة إعلاميّة، ليس بسبب تصنيفه في لائحة جديدة تضمّ أثرى أثرياء العالم، وليس بسبب إطلاق خدمة جديدة من &laqascii117o;أمازون"... الرجل مستفزٌّ حدّ الجنون من تقرير طويل نشرته صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركيّة أمس الأوّل، بعنوان &laqascii117o;داخل أمازون: صراع الأفكار الكبيرة في بيئة عمل مؤذية"، فنّد فيه الصحافيان دايفد سترايفلد وجودي كانتور ظروف العمل في شركة خدمات التوصيل والبيع والشراء على الإنترنت.
قابل الصحافيان أكثر من 100 شخص، من موظّفي &laqascii117o;أمازون" السابقين والحاليين، فجاء التقرير مليئاً بالشهادات والاقتباسات. كانت النتيجة صادمة، إذ تتكشف لقارئ التقرير بيئة عمل قاسية، وصدامية، ومتوحشة، لا مكان للثقة فيها. وكتب موقع &laqascii117o;سلايت" أن ما ورد في التقرير يشبه &laqascii117o;دار أيتام ديكنزيّ" (في إشارة للفظائع التي كان يكتب عنها الروائي الانكليزي تشارلز ديكنز خلال العصر الفيكتوري).
حسب التقرير، فإنّ ما يدور داخل &laqascii117o;أمازون" &laqascii117o;نهرٌ من الخداع والمكائد". وإذا أردت أن تكون &laqascii117o;أمازونيّاً" حقيقياً، بحسب &laqascii117o;نيويورك تايمز"، عليك تسلّق الجدار، حتى إن كلفك ذلك أن تشي بزملائك، مثلاً، أو أن تتحايل لتجاوزهم.
في التقرير، يقول بو ويلسون الذي عمل لعامين في قطاع الكتب: &laqascii117o;كان طبيعيّاً أن تخرج من قاعة الاجتماعات لترى رجلاً كبيراً وناضجاً يغطي وجهه بيديه. كثيراً ما رأيت زملاء لي يبكون وهم جالسون إلى مكاتبهم". ذلك ما يثبته أشخاص آخرون قالوا في شهاداتهم إنه على العاملين في &laqascii117o;أمازون" التخلّي عن حيواتهم الشخصية وعن عائلاتهم التي قد يمرّ أفرادها بظروف صحيّة سيئة. الأولوية للعمل على حساب التوازن. هذا هو الأسلوب الصارم والقاسي للعمل في إمبراطورية بيزوس، بحسب جون روسمان الذي كتب بعد خروجه من الشركة العملاقة كتابه: &laqascii117o;طريقة أمازون".
يقدّم التقرير الذي حظي برواج كبير، صورة داكنة عن حياة العمّال في الشركة، ما خلّف موجة تعاطف واسعة معهم عبر &laqascii117o;تويتر". أمّا ردّ جيف بيزوس فكان من خلال بريد إلكتروني وجّهه لموظفيه؛ عبّر فيه عن صدمته لما ورد في تقرير &laqascii117o;نيويورك تايمز"، من &laqascii117o;مبالغات وأفكار صادمة". وقال إنّ ما ورد عن كون موظّفيه لا يحظون بالتعاطف في أزماتهم الشخصيّة والصحيّة، لا يمتّ بصلة لـ &laqascii117o;أمازون" التي أسسها ويعرفها. وقال إنّ المادة الصحافيّة لا تصف &laqascii117o;الأمازونيين" الذين يتعامل معهم بشكل يومي. وطلب بيزوس في رسالته من الموظّفين، وفي حال معرفتهم بوجود واحدة من الصعوبات الواردة في التقرير، أن يتواصلوا معه عبر بريده الالكتروني لإعلامه بالأمر (ومن أسس فلسفة بيزوس في العمل التواصل المباشر مع موظفيه عبر المذكّرات والرسائل المكتوبة).
أرفق بيزوس مع رسالته رابطاً لتقرير &laqascii117o;نيويورك تايمز"، ليطّلع عليه الموظفون، كما أورد رابط مقال &laqascii117o;مضاد" عبر &laqascii117o;لينكد ان" كتبه أحد موظّفي الشركة الحاليين، يفنّد ما ورد في تقرير الصحيفة &laqascii117o;القاسي والمتجنّي"، ويبرز القيمة المهنية والأخلاقية في أن تكون &laqascii117o;أمازونياً". وأضاف بيزوس أن شركته تختار الأفضل من بين الأفضل، وأنّه لا يمكن لشركة تتبع السياسة المذكورة في التقرير أن تنجح، وإن حدث هذا، فسيكون من الجنون لموظفيها البقاء في عملهم. وختم بالقول إنّه يأمل لموظفي &laqascii117o;أمازون" الاستمتاع في عملهم مع أفضل زملاء ممكنين.
الدعاية المضادة لما ورد في &laqascii117o;نيويورك تايمز" كانت ضخمة، فإلى جانب ردّ بيزوس نفسه، أفردت القنوات الأميركيّة والصحف مساحات واسعة لمناقشة ظروف حياة موظّفي &laqascii117o;أمازون"، بعدما هدّد بعض المغرّدين على &laqascii117o;تويتر" بمقاطعتها. أبرز المعلّقين على القضيّة كان الرئيس التنفيذي السابق لـ &laqascii117o;تويتر" ديك كوستولو الذي وصف في تغريدة التقرير الصحافي بالخارج عن السياق، والمليء بالمغالاة. الأكيد أنّ &laqascii117o;نيويورك تايمز" نجحت بإزعاج بيزوس إلى حدّ كبير، وذلك ما يظهر جليّاً في حجم التغطيات الإخباريّة المضادّة لما ورد في تقريرها.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد