صحافة دولية » مقالات وتقارير مختارة من صحف ومواقع أجنبية

- صحيفة 'الاندبندنت'
الولايات المتحدة تريد زيادة 20000 من القوات لمحاربة طالبان/ كيم سينغوبتا / 29-8-2009 
سيطلب قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان زيادة 20000 من القوات الدولية كجزء من خطته الإستراتيجية الجديدة في حرب التحالف ضد طالبان، بحسب ما علمت الاندبندنت.
وسيؤدي هذا الطلب من الجنرال ستانلى ماكريستال بشكل شبه المؤكد إلى زيادة عدد الجنود البريطانيين الذين سيتم إرسالهم إلى ساحات القتال في هلمند، معقل طالبان، رغم تنامي المعارضة للحرب.
وقد قدم الجنرال ماكريستال، المكلف بتحويل مسار المعركة ضد التمرد على الأرض، عرضا لتقريره الأولي إلى شخصيات بارزة في الحكومة الأفغانية والتي تقترح أيضا زيادة حجم الجيش الأفغاني وقوات الشرطة.
ولكن طلب تعزيزات من القوات يأتي في وقت تكثف فيه النقاش العام حول دور مهمة حلف شمال الأطلسي. وشهد الشهر الماضي رقما قياسيا في عدد القتلى من الجنود والجرحى في حري أودت بحياة أكثر من 200 جنديا بريطانيا منذ بدء الغزو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001.
وقد ارتفعت الخسائر البريطانية بحدة الشهر الماضي محققة 22 حالة وفاة، مما يجعلها أكثر الشهور دموية للقوات البريطانية منذ حرب الفوكلاند.  وشهر آب هو الشهر الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأميركية في حرب دامت ثمانية أعوام. ومعظم الوفيات نجمت عن قنابل الطرق المميتة والتي يبدو أن القوات الغربية غير قادرة على مواجهتها بنحو فعال. لأول مرة، يرى الرأي العام الأميركي الآن أن القتال ضد طالبان لا يمكن الفوز به على النحو، وفقا لأحدث استطلاعات الرأي...


- صحيفة 'الغارديان'
تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران تواصل نشاطاتها النووية / جوليان بورغر / 29-8-2009
...إن ناقدي إيران قد رفضوا بادرتين صدرتا عن الجانب الإيراني وهما الموافقة على قيام مفتشي الوكالة بزيارة مصنع المياه الثقيلة الذي يقام حاليا في ارك وتوسيع المراقبة في مفاعل ناتانز، فهم ينظرون إلى هاتين البادرتين باعتبارهما أداة لتخفيف ضغط المجتمع الدولي عليها.
وإذا لم تظهر أي علامات على وجود تسوية من طهران، فان لندن وواشنطن وباريس ستضغطان باتجاه فرض مزيد من العقوبات على إيران، والتي ستركز على الأرجح على قطاع الطاقة الإيرانية. وإذا ما فشلوا في كسب دعم روسيا والصين، فإنهما سيسعيان إلى حشد اكبر دعم دولي قبل اجتماع الجمعية العامة للام المتحدة قريبا.
وقد تستهدف العقوبات هذه المرة قطاع النفط الإيراني الذي يعاني من نقص في إمدادات المشتقات النفطية والتقنية التي تحتاجها طهران لزيادة إنتاج قطاعي النفط والغاز وزيادة صادراتها منهما.
وهناك شعور لدى المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين بالقلق من إمكانية أن تؤدي هذه العقوبات إلى زيادة شعبية الرئيس احمدي نجاد الذي لا يزال يواجه مشاكل وشكوكا حول شرعية إعادة انتخابه وإمكانية انتهاء التفاهم الدولي الحالي للتعامل مع الملف الإيراني...
نيويورك تايمز : أية الله على خامنئى يقوض محاولات أحمدي نجاد بمحاكمة المحتجين بالتعاون مع الغرب/مايكل سلاكمان/28-8-2009 :
خفف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران من حدة لهجته، وعلى ما يبدو أن آية الله خامنئى يقوض محاولات الرئيس محمود أحمدي نجاد لإدانة عشرات من المسئولين السابقين والصحفيين والأكاديميين بالتعاون مع الغرب للإطاحة بالحكومة، قائلاً إنه لم يتم إثبات صحة ذلك.
بالإضافة إلى أن خامنئى، وقف بجانب الحكومة في موفقها الخاص بأن القوات الأجنبية هي التي دبرت الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد بعد أن زعم محمود أحمدي نجاد تحقيقه نصراً كاسحاً في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتي أجريت في حزيران الماضي.


- صحيفة 'نيويورك تايمز'
فرنسا وألمانيا تهددان بفرض عقوبات جديدة على إيران / دان بليفسكي /  28-8-2009
في عشية إطلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تقريرها الخاص بإيران، هدد كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بفرض عقوبات جديدة على طهران مالم تظهر رغبة في التفاوض بشأن برنامجها النووي.
فخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذى يزور برلين، رفعت ميركل من احتمالات فرض عقوبات جديدة على قطاعي الطاقة والاقتصاد. كما تحدث ساركوزى بدوره عن احتمالات عقوبات جديدة ضد طهران ومزيد من التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حيث صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل لن تكون أول مَن يدخل أسلحة نووية إلى منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تتوقع من الأسرة الدولية الاعتناء بالتهديدات الإيرانية.
وأضاف أن إقدام النظام الإيراني على تطوير الأسلحة النووية، وذلك بعد أن أزيل القناع عن وجهه الحقيقي يسبب لنا القلق ويجب أن يقلق الأسرة الدولية جمعاء. وقالت المستشارة ميركيل إنه إذا لم تتجاوب إيران حتى الشهر المقبل مع المطالب الموجهة إليها بالتفاوض حول برنامجها النووي فقد تكون هناك ضرورة لفرض المزيد من العقوبات الدولية عليها.
 وردا على سؤال لأحد الصحفيين قالت المستشارة ميركل إنه لا يمكن المقارنة بين ألمانيا النازية وبين البرنامج النووي الإيراني. وأضافت أن ألمانيا النازية ارتكبت فظائع لا تطاق بحق الشعب اليهودي وأن ألمانيا المعاصرة تشعر بأنها تتحمل المسؤولية فيما يتعلق بالملف الإيراني.


- صحيفة 'التلغراف'
خامنئى يتراجع خشية من سقوط النظام / 28-8-2009
في خطوة غير متوقعة قام المرشد الأعلى للدولة الإيرانية أية الله على خامنئى بنفي ادعاءات حول ارتباط المنشقين البارزين في البلاد بقوى أجنبية، مما يعرقل حكم الإعدام.
فلقد حذر خامنئى من المحاكمات التي تجرى حاليا في البلاد ضد عشرات من المحتجين، حيث إن الأمر من شأنه أن يعمق أزمة الثقة في الدولة الدينية قائلا، 'آمل في أن تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان حتى لا تضر سمعة الجمهورية الإسلامية، وتتسبب في سقوط مزيد من السلطات نفسها والنظام'.


- صحيفة 'هآرتس'
الولايات المتحدة توافق على مقترح إسرائيلي بتجميد الاستيطان مؤقتاً / باراك رافيد / 28-8-2009
نقلاً عن مصدر سياسي رفيع المستوى إنّ الولايات المتحدة الأمريكية وافقت، رضوخا لموقف إسرائيل، على قبول مقترح إسرائيلي بتجميد الاستيطان بشكل مؤقت لا يشمل القدس العربية المحتلة، ولا يشمل المباني التي ما زالت قيد الإنشاء.
وقال هذا المصدر إنّ المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل وافق على المقترح الذي قدّمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال لقائهما في العاصمة البريطانية لندن، وسيبحثه بشكل معمق مع مساعديه الأسبوع المقبل في واشنطن.
وأضاف المصدر السياسي نفسه انّ نتانياهو قدم لميتشل مقترحا يتم بموجبه إعلان إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة تسعة شهور، ولا يشمل هذا التجميد القدس الشرقية، ولا يشمل المباني التي قيد الإنشاء البالغ عددها حوالي 2500 مبنى وفقا للمصادر الإسرائيلية، كما يتيح بناء مؤسسات عامة في المستوطنات كالمدارس والحضانات والمرافق العامة.
وأضاف المصدر إن الإدارة الأمريكية لا ترى بأن استثناء القدس من التجميد يعتبر موافقة على البناء. ولكن ميتشل ومساعديه أدركوا بأن نتانياهو لن يوافق على تجميد البناء الاستيطاني في القدس.
علاوة على ذلك، أكد المصدر أن المقترح الإسرائيلي سيبحث في اجتماع سيعقد الأسبوع المقبل في واشنطن بين ميتشل ومساعدي نتانياهو، وسيرد الأمريكيون على المقترح بعد دراسته بشكل تفصيلي.
وأشارت المصادر السياسية في تل أبيب إلى أنّه من المتوقع أن يقوم ميتشل بزيارة إلى تل أبيب في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وإذا ما توصل الجانبان إلى اتفاق سيعلن عنه بعد الزيارة.
علاوة على ذلك، أوضح المصدر أن إسرائيل تطلب خطوات عربية تجاهها مقابل تجميد الاستيطان، ولم يفصح المصدر عن تلك الخطوات، إلا أنها ترددت مؤخرا عدة مرات على لسان عدد من المسئولين الإسرائيليين وأهمها فتح المجال الجوى العربي للطائرات الإسرائيلية والقيام بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل، وخصوصا من قبل المملكة العربية السعودية التي وفق أقوال المقربين من نتانياهو، فإنّها الدولة العربية القوية التي تقود المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل.
وزاد المصدر قائلا إنّ تل أبيب تعد تجميد الاستيطان خطوة لبناء الثقة، يفترض أن تقابل بخطوات من الجانب العربي، مؤكدا على أنّ المقترح يشمل أيضا ما سماها بخطة خروج من تجميد الاستيطان، حيث تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بتعهد يتيح لها التنصل من التزامها بتجميد الاستيطان إذا لم يقم الفلسطينيون والعرب بخطوات تجاه إسرائيل.


- صحيفة 'الغارديان'
الغرب خذل الفلسطينيين
اوردت الصحيفة تعليقات لبعض قرائها على التقارير الخاصة التي أعدتها في الأيام الأخيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كشفت من خلالها حجم معاناة الفلسطينيين جراء الاحتلال الإسرائيلي وما يصاحبه من استيطان.
فقد اعتبرت المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الإنسانية بربارا ستوكينغ تلك التقارير مادة يتوجب على الدبلوماسيين والسياسيين الغربيين -الذين فشلوا حتى الآن في اتخاذ أي خطوات ناجعة لوقف الاستيطان- أن يقرؤوها.
وأضافت أن الاستيطان لم يجعل التسوية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي أكثر تعقيدا فحسب, وإنما زاد من فقر العائلات الفلسطينية العادية بعد أن أجبر العديد من المواطنين الفلسطينيين على هجر مزارعهم وجعل وصول آخرين إلى مزارعهم شبه مستحيل.
وعندما تمكنت أوكسفام في إطار مساعيها الرامية إلى دعم المزارعين الفلسطينيين من الحصول على وضع تفضيلي يسمح لمجموعة منهم بتصدير منتجاتها إلى السوق البريطانية, شن مستوطنون إسرائيليون هجمات على مزارع تلك المجموعة وأتلفوا حوالي 1350 شجرة زيتون تابعة لأولئك المزارعين الفلسطينيين.
أما حال أهل غزة المحاصرين فقالت ستوكينغ إنها حال يرثى لها, مؤكدة أن الجهود الدولية المتعلقة بالاستيطان وغزة غير كافية على الإطلاق لدفع عجلة السلام.
واستغربت القارئة من نيويورك جون فرسيث كنجي المساعي الأميركية لإبرام اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بشأن المستوطنات وكأن لا وجود للفلسطينيين أو كأنهم لا يستحقون أن يعاملوا كأنداد, على حد تعبيرها.
وبدورها رأت القارئة من زوليكون بسويسرا أن لاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن القدس والاستيطان وحماس لا تترك شيئا يمكن التفاوض بشأنه.
يشار إلى أن الصحيفة اختارت 'رسائل.. الغرب خذل الفلسطينيين' عنوانا لتقريرها الحالي.
حماس تتصدى للمتطرفين
 
- موقع 'بروجيكت سنديكيت'
حماس تتصدى للمتطرفين / مخيمر أبو سعدة (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة)
كان تبادل إطلاق النار الذي جرى مؤخراً في مسجد غزة بين ضباط أمن تابعين لحماس ومتشددين تابعين لجماعة 'جند الله' الجهادية المتطرفة سبباً في دفع التوترات العميقة التي تؤدي إلى الانشقاق والفُرقة بين الإسلاميين الفلسطينيين إلى السطح. أسفرت تلك الواقعة عن مقتل اثنين وعشرين شخصاً، بما في ذلك زعيم جماعة 'جند الله' عبد اللطيف موسى. ولكن مسؤولي الأمن الفلسطيني يشككون في أن يكون هؤلاء هم آخر الضحايا.
مع سيطرة حماس على قطاع غزة لأكثر من عامين، أصبح المراقبون يعتبرون القطاع منذ فترة طويلة ساحة أكثر تقليدية ومحافظة من الضفة الغربية. ورغم ذلك فإن الوسط السياسي في غزة يعتبر حماس جماعة إسلامية معتدلة تعارض ذلك الشكل من أشكال التطرف الذي تمارسه تنظيمات مثل القاعدة. ولكن مثل هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة بدأت في اكتساب تأييد متزايد في غزة، ولقد انتبهت حماس إلى هذه الحقيقة. وتؤكد عملية تبادل إطلاق النار الأخيرة في المسجد أن حماس لن تتورع عن التصدي لهذه الجماعات بلا رحمة.
إن العديد من الجماعات المتطرفة السلفية كانت تعمل في قطاع غزة لأعوام. ومصطلح السلفيين المشتق من عبارة 'السلف الصالح' ينطبق على هؤلاء الذين يصرون على العودة إلى ما يعتبرونه خلاصة الممارسات النقية للمسلمين الأوائل.
من المعروف أن حماس تعاونت في الماضي مع بعض السلفيين على افتراض أنهم سوف ينضوون تحت لواء زعامة حماس. فقد شارك جيش الإسلام في الغارة التي انتهت إلى اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو/حزيران 2006. كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها أيضاً عن اختطاف مراسل البي بي سي في غزة ألان جونستون، الذي أطلق سراحه في وقت لاحق بعد المفاوضات التي قادتها حماس.
وجند الله تُـعَد واحدة من بضع جماعات راديكالية متطرفة تتخذ من تنظيم القاعدة قدوة لها. ولقد ظهرت هذه الجماعة في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، ثم بدأت في الظهور في بؤرة اهتمام الرأي العام في شهر يونيو/حزيران من هذا العام بعد أن أعلنت مسؤوليتها عن هجوم فاشل شنته على إسرائيل من غزة. ويستخدم موقع هذه الجماعة على شبكة الإنترنت صوراً ولغة وموسيقى أشبه بتلك التي تستخدمها تنظيمات مثل القاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية في مواقعها. وفي تصريح أخير تحدثت الجماعة عن زعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بقدر كبير من الاستحسان والتبجيل.
تطالب جماعة جند الله بفرض شكل نقي من أشكال الممارسة الإسلامية في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك تطبيق الشريعة الإسلامية ورفض الديمقراطية. والحقيقة أن المواجهة التي وقعت في المسجد جاءت في أعقاب الإعلان عن خليفة إسلامي في غزة، الأمر الذي شكل رفضاً صارخاً لسلطة حماس.
لقد تبنى العديد من الشباب في غزة التطرف على نحو متزايد. وأصبح الرداء الباكستاني التقليدي شائعاً في القطاع، فضلاً عن الشعر الطويل الذي يعتبره البعض شكلاً من أشكال التشبه بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وفي الوقت نفسه أصبح العنف في التعامل مع 'الخارجين على القانون' في ارتفاع، وبات من الشائع قصف مقاهي الإنترنت، وإحراق المؤسسات ذات الانتماء المسيحي، ومهاجمة المدارس الأجنبية، والاعتداء على مرتادي حفلات الزفاف.
هناك اختلافات إيديولوجية كبيرة بين حماس والجماعات السلفية المنتسبة إلى تنظيم القاعدة في غزة. وباعتبارها حزباً حاكماً فإن حماس تصر على أن اهتمامها الأوحد ينصب على الشعب الفلسطيني، وليس الثورة الإسلامية العالمية. ومن المعروف أن حماس لم تفرض الشريعة الإسلامية في قطاع غزة.
ولكن من الواضح أن الجماعات السلفية أصبحت متأثرة على نحو متزايد بنمو التطرف على غرار تنظيم القاعدة في باكستان والعراق وأفغانستان. ورغم أن الحركات السلفية التقليدية ظلت بعيدة عن السياسة، إلا أن الجماعات الأحدث ظهوراً تنظر إلى العمل النشط والعنف باعتبارهما الوسيلة الأفضل لتحقيق أهدافها.
ولكن فشل حماس في تأسيس وتطبيق الشريعة الإسلامية ليس القضية الوحيدة التي تقض مضجع هذه الجماعات. ومن بين الأسباب التي تمنح مثل هذه الجماعات قدراً متزايداً من الجاذبية مسألة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي جعل البعض في قطاع غزة يتهمون حماس بالاستسلام لمحاولات تحييدها باعتبارها قوة مقاومة. ومع إغلاق الحدود في ظل الحصار الإسرائيلي لأكثر من عامين، فقد ارتفعت مستويات الفقر والبطالة واليأس، وأصبح الشباب يبدون رغبة متزايدة في الانضمام إلى الجهاد العالمي بعد أن أصبحت غزة تشكل إحدى ساحاته.
الواقع أن تصدي حماس للجماعات السلفية يأتي في وقت حيث تزعم إسرائيل أن العشرات من الإرهابيين الأجانب عبروا الحدود إلى غزة من صحراء سيناء للانضمام إلى الحركات السرية العنيفة. وعلى هذا فإن حملة الإجراءات الصارمة التي تشنها حماس الآن تسلط الضوء على رغبتها في الحفاظ على سيطرتها على صراعها مع إسرائيل.
إن تهديد التطرف السلفي في قطاع غزة ما زال بعيداً كل البعد عن بلوغ منتهاه. فقد هدد السلفيون بالانتقام من حماس، وخاصة الألوية الأمنية التي قادت الهجوم المضاد على المسجد. ولقد أعلنت جماعة سلفية جديدة تطلق على نفسها 'لواء سيوف الحق' عن طاعتها وولائها لجماعة جند الله، وأنذرت أهل غزة بالابتعاد عن المباني الحكومية، والمقار الأمنية، والمساجد التي يؤمها قادة حماس، وغير ذلك من الأبنية الرسمية. والجماعة المذكورة تعتبر هذه الأماكن أهدافاً مشروعة.
نظراً لمئات الأنفاق التي تربط قطاع غزة بصحراء سيناء فقد بات من الصعب للغاية السيطرة على تدفق الأسلحة والذخائر، بل وربما المقاتلين الأجانب. والواقع أن معركة المسجد التي خاضتها حماس ضد هؤلاء المتطرفين، الذين فجروا قنابل انتحارية وقتلوا ستة من رجال الأمن التابعين لحماس، ليست سوى البداية. ويخشى أهل غزة أن يتحول القطاع إلى عراق آخر، حيث تصبح التفجيرات وعمليات القتل الجماعي من الأحداث اليومية.
لا شك أن حماس سوف تستخدم كافة السبل الضرورية لحماية سلطتها وكسر شوكة الجماعات الجهادية التي تنتشر في غزة الآن. ومن خلال هذه العملية تأمل حماس في الحصول على الشرعية الدولية التي سعت طويلاً إلى الفوز بها.
صواريخ القسام وقبة الاوهام


- صحيفة 'هآرتس'
صواريخ القسام وقبة الاوهام / رؤوفين فيدهتسور
التكرارية الثابتة تعود مرة اخرى. مصدر بارز في جهاز الامن عاد ووعد المواطنين في غلاف غزة المحيط بأن المسألة مسألة وقت فقط وانه سرعان ما ستنصب في مناطقهم منظومة تحميهم من صواريخ القسام. الجنرال احتياط تسفيكا حيموفيتش هو الذي طالعنا هذه المرة قائلا: 'بإمكاننا ان نعد انه بعد سنوات طويلة من اطلاق صواريخ القسام على غلاف غزة سيكون هناك حل فعال وناجع لمواجهة هذه الصواريخ'. الموعد الذي ستكون فيه المنظومة الدفاعية المسماة ( 'القبة الفولاذية') جاهزة للاستخدام، كما قال حيموفيتش هو منتصف عام 2010.
كبار قادة الجيش الاسرائيلي وجهاز الدفاع يعتمدون على ما يبدو على ذاكرة سكان غلاف غزة القصيرة. عندما اتخذ وزير الدفاع السابق عامير بيرتس قراره بالمصادقة على اقامة 'القبة الفولاذية' وعدوا الناس بأن تكون هذه المنظومة جاهزة للاستخدام الميداني مع حلول نهاية عام 2008. بعد ذلك غيروا الموعد الى بداية 2009 فنهاية 2009، والآن حتى حزيران (يونيو) 2010. وهذه ليست نهاية المسألة على ما يبدو. الأشد بلاء من الوعود الوهمية بصدد موعد نشر المنظومة الدفاعية هو حملة التضليل التي يجترها مرة اخرى الجنرال احتياط حيموفيتش اذ يقول للناس بأن القبة الفولاذية ستشكل حلا فعالا وناجعا لإطلاق الصواريخ.
يجب ان نوضح: 'القبة الفولاذية' ليست قادرة بالمرة على حماية التجمعات السكانية في غلاف غزة. زمن تحليق صواريخ القسام القصير لا يمكن القبة الفولاذية المذكورة من استكمال كل الخطوات التي تتطلبها محاولة اعتراض هذه الصواريخ قبل سقوطها. هذه الخطوات تتضمن اكتشاف مكان الاطلاق ومتابعة مسار الصاروخ المهاجم واجراء عملية حسابية لمعطيات المسار فتغذية هذه المعطيات في الصاروخ الاعتراضي فإصدار الامر لإطلاقه والزمن المطلوب لتحليقه حتى وصوله الى نقطة التصادم مع القسام جوا. من كل هذه الخطوات يتبين لنا ان زمن الرد مضافا اليه زمن تحليق صاروخ 'القبة الفولاذية' هو اكثر من نصف دقيقة. في المقابل يحتاج صاروخ القسام الذي يصيب سديروت والتجمعات المحيطة الى 14 ثانية فقط.
كل هذا ليس سرا. منذ بداية 2008 اتضح لوزراء الحكومة ما كان واضحا لمخترعي 'القبة الفولاذية' من البداية: ان المنظومة لا تستطيع حماية التجمعات السكانية في محيط غزة. بضغط من رئيس الوزراء حينئذ ايهود اولمرت اتخذت الحكومة قرارها بتحصين 6 الاف وحدة سكنية في التجمعات القائمة على مسافة تقل من 4.5 كيلومتر عن حدود غزة. التكلفة كما افادوا تبلغ 700 مليون شيكل. وها هو ضابط كبير يعود الآن ليزرع الاوهام في نفوس سكان غلاف غزة مرة اخرى. ليس واضحا ما هي الجدوى التي وجدها الجيش الاسرائيلي بدعوة المراسلين العسكريين لحضور البيان الذي القاه الجنرال احتياط حيموفيتش وزفوا بشارة عام 2010 بصدد القبة الفولاذية لهم، ذلك لأنه لم يكن هناك اي تطور مفاجىء في عملية بناء المنظومة المذكورة. فهل شعروا في الجيش الاسرائيلي وبعد اخفاقات حماية دواوين كبار الضباط والمسؤولين والاخطاء خلال التدريب والضباط الكبار الذين فشلوا في قول الحقيقة ان هناك حاجة ملحة لإبراز الانجازات وبث الامال حتى وان كانت تضليلية ومضللة؟
هناك سؤالان يبرزان في سياق الاستعراض الصحافي الذي القاه الجنرال احتياط حيموفيتش. السؤال الاول: ما الذي حدث لحماية وزارة الدفاع بحيث دفع اسرائيل لجلب المدفع سريع الاطلاق 'فولكان فلينكس'، الذي يعترض الصواريخ وقذائف الراجمات التي تطلق نحو قوات الجيش الامريكي في العراق؟ هل يخشون في جهاز الأمن من أن هذا المدفع سيظهر نجاعته ليرسم علامة استفهام حول الحاجة لصرف المليارات من أجل تطوير 'القبة الفولاذية' والتزود بها؟
السؤال الثاني هو: ألم تكن حقيقة أن عملية 'الرصاص المصهور' التي رمت الى ايقاف اطلاق الصواريخ، لم تؤد الى حل المشكلة، برهانا على ان العملية قد فشلت؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد