صحافة دولية » تقارير ومقالات مختارة من صحف ومجلات ووكالات أجنبية

- صحيفة 'وورد تريبيون'
عناصر حزب الله تتحرك باتجاه القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل / 3-9-2009
رصت المراقبة العسكرية الإسرائيلية تحركات لعناصر حزب الله تشير إلى وجود موسع على طول الحدود اللبنانية مع الدولة اليهودية. وقالت مصادر عسكرية أن وحدات الاستطلاع رصدت مواقع لحزب الله في القرى اللبنانية القريبة من الحدود الإسرائيلية. وقالت المصادر أن ناشطي حزب الله الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، يقومون باستئجار المنازل أو المخازن لتخزين المعدات وإيواء المقاتلين.
وقال مصدر عسكري 'إن حزب الله كثف انتشاره على طول الحدود الإسرائيلية، فما كان سرا قبل عام هو اقل سرية بكثير اليوم'. وتعتبر جهود حزب الله انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه مجلس الأمن بالأمم المتحدة، والذي أنهى الحرب في لبنان في عام 2006.
ويقال أن أسلحة حزب الله تشمل أنظمة دفاع جوي، مثل SA-8 و  SA-18. وقالت المصادر أن حزب الله أيضا لديه مخزون صواريخ يبلغ مداها أكثر من 200 كيلومتر.
وأضافت المصادر انه على مدى العام الماضي، هرّب حزب الله صواريخ وقاذفات قنابل يدوية ورشاشات وأسلحة أخرى إلى قرى بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وقالوا أن حزب الله، الذي  نشر قوات بدوام كامل ووحدات احتياط على حد سواء، بدأ عملياته في القرى الشيعية وانتقل إلى المجتمعات السنية والمسيحية.
وقد تم إحباط جهود حزب الله بهدوء في قرى سنية من قبل الحكومة في بيروت. ففي منتصف آب، واجه سكان مروحين عناصر من حزب الله كانوا يحاولون جلب أسلحة إلى القرية، على بعد حوالي كيلومترين من الحدود الإسرائيلية...
وقالت مصادر عسكرية أن الاشتباك كان مظهرا نادرا لمعارضة لبنانية لنشر حزب الله قواته  بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وقالوا انه في معظم الحالات، لم تواجه جهود حزب الله الرامية إلى شراء أو استئجار منازل في القرى الحدودية أي مقاومة. وأضاف المصدر 'من الواضح أن حزب الله يريد العودة إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية الني كان موجودة في الدولة التي كانت قائمة عشية حرب عام 2006'. 'والفرق هو أننا أصبحنا أكثر وعيا لأنشطتهم.'


- صحيفة 'دايلي ستار'
حزب الله لم يبد أي رد إزاء التقرير الذي جاء فيه انه يمتلك أسلحة كيميائية / 4-9-2009
رفض حزب الله الرد على الادعاءات التي وردت في تقرير لجريدة السياسة الكويتية والتي جاء فيه أن الحزب أصبح لديه أسلحة كيميائية أعطته إياها إيران.ووفقاً لما جاء في جريدة الساسة فإن مصادر استخباراتية غربية وأوروبية علمت أن إيران وفرت لحزب الله الآلاف من الأقنعة الواقية من الغازات والتي تُستعمل في الحروب البيولوجية الكيميائية ,بالإضافة إلى توفيرها عدداً من الأسلحة الكيميائية الجديدة .ولقد تم نقل هذه الأسلحة عبر المطار السوري ومن ثم تم نقلها إلى الأراضي اللبنانية عبر وادي البقاع والمناطق المحيطة بنهر الليطاني.  
إن إسرائيل تعلم منذ زمن طويل أن حزب الله الشيعي قد حصل على أسلحة قادرة على ضرب تل أبيب من المحسنتين سوريا وإيران,ومن شأن ذلك أن يشكل خرقاً للقرار 1701 الذي وضع حداً لحرب 2006 .
ولقد اقترحت الصحيفة في ادعاء آخر أنه يُشتبه في أن يكون المكان الذي وقع فيه الانفجار قرب قرية خربت سلم كان يحتوي على أسلحة كيميائية.
ولقد كان حزب الله يخزن أسلحة كيميائية في مستودع للأسلحة تحت الأرض ,ولقد نُقل إثر ذلك الانفجار ثلاثة عناصر لحزب الله إلى مستشفيات صور والنبطية حيث توفوا هناك نتيجة التلوث الكيمائي الذي حصل.
على الرغم من أن مصادر هذه المعلومات لم تكن محددة في التقرير فلقد قالوا أن هذه المصادر كانت الاستخبارات الأوروبية الذين عملوا جنباً إلى جنب مع اليونيفيل. ولقد وجدت وحدات اليونيفيل التي تقوم حالياً بتحقيقات  بالتعاون مع الجيش اللبناني في موقع الحادث أثاراً وأدلة لمخلفات كيميائية في التربة المحيطة في المستودع.
ولقد ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الخميس أن الجيش كان يجري تدريبات عسكرية منتظمة من أجل الرد على أي هجوم قد يشنه حزب الله,ولقد نشرت صحيفة يديعوت احرنوت تقريراً  تقول فيه أن الجيش الإسرائيلي على أهب الاستعداد في حال حصول أي تدهور على الخط الأزرق.
وجاء في التقرير أن الجيش الإسرائيلي لا يزال مستمراً في مراقبة الجانب اللبناني للخط الأزرق,فإذا كان هذا الكلام صحيحاً فإن ذلك يشكل أانتهاكاً للقرار 1701 أيضاً.


- وكالة 'اسوشيتد برس'
احتجاز ممول شيعي بارز في لبنان/ من زينة كرم / 2-9-2009  
تحتجز السلطات اللبنانية في عهدتها ممولا شيعيا بارزا مقربا من حزب الله للاشتباه في الاحتيال بعد أن استثمر مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب قبيل إعلان إفلاسه.
عز الدين، وهو رجل أعمال ثري من بلدة معروب قرب مدينة صور بجنوب لبنان، هو أحد الممولين البارزين وخاصة بين الأوساط الشيعية في لبنان. انه صاحب دار الهادي، احد ابرز دور نشر الكتب الدينية الشيعية في لبنان التي تطبع أيضا كتبا لمسؤولين في حزب الله.
وأكد مسؤول مقرب من حزب الله لوكالة أسوشيتد برس أن عز الدين 'لديه اتصالات واسعة النطاق' مع كبار أعضاء الحزب ولكنه لا يمكن أن يقول ما إذا كان لأي من أعضاءه الكبار معاملات تجارية معه. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع.
وذكرت تقارير إعلامية أن من بين ضحايا عز الدين أعضاء كبار في حزب الله، فضلا عن مستثمرين شيعية في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
وقالت صحيفة المستقبل أن من بين الذين رفعوا قضايا ضد عز الدين كان النائب في حزب الله حسين الحاج حسن. وقد حاولت وكالة إنباء الاسوشيتد برس الاتصال تكرار بالحاج حسن ولكنها لم تلق أي جواب...
ملاحظة: لقد نقلت عدة مواقع وصحف أخرى موضوع إفلاس عز الدين وارتباطه بحزب الله نذكر منها: جيروليزم بوست، هآرتس، الفايننشال تايمز.


- مجلة 'تابلت ماغازين' الإسرائيلية
منع حدوث جزء ثالث / مايكل ويس/ 2-9-2009
لماذا ستكون حرب لبنانية ثالثة أسوأ بكثير من الثانية.
على الرغم من خسارته في الانتخابات البرلمانية حزيران الماضي في لبنان، إن حزب الله، الحزب السياسي الإسلامي الشيعي، والمنظمة شبه العسكرية التي تسيطر عليها إيران وسوريا، هو مرة أخرى في موقع قوة سياسية وعسكرية أكبر من تلك التي كان عليها في عام 2006 عندما أثار حرب لبنان الثانية مع إسرائيل. في تموز، انفجر مستودع للأسلحة لحزب الله  على بعد 10 أميال شمال الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مما ادى لأن اتهم مجلس الأمن الدولي حزب الله بانتهاك شروط اتفاق عام 2006 لوقف إطلاق النار. قبل أسبوعين، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لصحيفة كويتية أن حزب الله يمتلك 80000 صاروخ لاستخدامها في المستقبل ضد إسرائيل. من جانبه، ذرب حزب الله على الحديث عن انتقامه من إسرائيل لقتلها العقل المدبر لقواته العسكرية عماد مغنية عام 2008.
وقال المتحدث باسم حزب الله، السيد هاشم صفي الدين ، لوكالة رويترز في الآونة الأخيرة أن جماعته من شأنها أن تجعل حرب لبنان الثانية تبدو وكأنها مزحة إذا ما شنت الحرب الثالثة. وقد تصاعدت الحرب الكلامية فيما قال وزير الخارجية فوزي صلوخ، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على انه حليف لحزب الله، لصحيفة الديلي ستار أنه لن يكون هناك 'مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل'. حتى الرئيس اللبناني المنتخب حديثا سعد الحريري، الذي حقق  تحالفه في 14 آذار ت فوزا كاسحا على حزب الله في الانتخابات في حزيران، أبلغ ضيوفه في بيروت قبل أسابيع قليلة بأن حزب الله سيكون في الحكومة الجديدة سواء أعجب ذلك 'العدو' الإسرائيلي أم لا.
ووفقا لايال زيسر، وهو باحث كبير في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، إن أي جزء ثالث لحرب عام 2006 بين إسرائيل وحرب لبنان سيكون 'أسوأ بعشر مرات.' وهذا يعود برأيه، وكما يوافقه خبراء آخرون، إلى ثلاثة عوامل : القدرة العسكرية المستعادة لدى حزب الله، وتسلله داخل نظام لبنان السياسي، وتبني الحكومة الإسرائيلية منذ نهاية الحرب الأخيرة لما يسمى عقيدة 'الضاحية'، التي تنص على أن إسرائيل الآن لا تفرق بين الجماعات الإرهابية أو شبه العسكرية والحكومة في حال أن مثلت الأولى بأي شكل من الأشكال في الثانية. وقال طوني بدران، وهو زميل باحث في مركز دراسات الدفاع عن الديمقراطيات 'إن ما تفعله إسرائيل الآن هو محاولة لتذكير الجميع، انه إذا ما بدئتم بحرب، فإننا هذه المرة سنقوم بتدمير المكان'. والواقع هو، ووفقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، 'إذا ما انضم حزب الله إلى الحكومة اللبنانية ككيان رسمي، فليكن واضحا أن الحكومة اللبنانية ستكون مسؤولة عن أي اعتداء، أي هجوم، من جهتها على دولة إسرائيل. لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تختبئ وتقول : 'انه حزب الله، ونحن لا نسيطر عليه.'
ما مدى ارجحية أن يستفز &laqascii117o;حزب الله" إسرائيل لشن حرب أخرى؟
إن ذلك يدفعنا إلى إعادة النظر في الكيفية التي جرت فيها الحرب الأخيرة، والتي يطلق عليها الإسرائيليون اسم حرب لبنان الثانية (الأولى كانت في عام 1982)، والتي اندلعت منذ ثلاث سنوات. في 12 تموز 2006، بدأ حزب الله بإطلاق صواريخ على بلدات حدودية إسرائيلية لتحويل الانتباه عن هجوم منسق بعناية أكثر: وهو غارة عبر الحدود من جانب عملاء حزب الله، الذين قتلوا في نهاية المطاف ثلاثة من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وخطفوا اثنين آخرين. وعلى الرغم من أن بيروت، تحت رئاسة وزراء فؤاد السنيورة، تنصلت رسميا من المسؤولية عن هذه الاعتداءات، وضعت إسرائيل في نهاية المطاف اللوم على حكومته، التي كانت تضم وزيرين من حزب الله. وبالتالي، وتحديدا بعد الأسبوع الأول من القصف الجوي الذي استهدف معاقل معروفة لحزب الله ومستودعات للأسلحة، بدأ الجيش الإسرائيلي بتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبنان لمنع العدو من المناورة. في النهاية، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أو دمرت 400 ميل من الطرق و 73 جسرا، 350 مدرسة (قيل أنها كانت تأوي مقاتلي حزب الله)، ومشفيين، و 15000 منزلا، ومطار رفيق الحريري الدولي. وقد قتل أكثر من 1000 لبناني معظمهم من المدنيين، وشرد أكثر من مليون لبناني. وفقدت إسرائيل 44 مدنيا وما يقرب من 100 جندي، ونزح ما يقرب عن نصف مليون إسرائيلي في البلدات الواقعة على الحدود الجنوبية. وانتهت الحرب رسميا بصدور قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي دعا إلى نزع سلاح حزب الله بالكامل وانسحاب إسرائيل بالكامل من لبنان، ونشر قوات مشتركة من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لمراقبة الجنوب اللبناني.
على الصعيد الدولي، ذكّر حلفاء إسرائيل بحقها في الدفاع عن النفس، وضم جورج بوش الحرب إلى الحرب الأوسع نطاقا 'على الإرهاب'، ولكن أوروبا والولايات المتحدة، والشرق الأوسط شهدت احتجاجات واسعة في أراضيها. كان تبادل الاتهامات الذاتي داخل إسرائيل قاهرا. وبحلول الخامس والعشرين من آب، كان 63 في المائة من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع يريدون من اولمرت أن يستقيل من منصبه بسبب سوء إدارته للحرب، والتي فشلت في إنقاذ جنود جيش الدفاع الإسرائيلي المخطوفين. وبحلول تشرين الأول كان رئيس التعليم في الجيش الإسرائيلي  هو أول مسؤول حكومي يعلن على الملأ أن إسرائيل قد خسرت الحرب، وهو التقييم الذي صدق عليه تقرير لجنة فينوغراد، الذي وجد أن الحرب كانت 'فرصة ضائعة' انتهت 'من دون نصر عسكري محدد'. ومع ذلك، إن الدوافع الإسرائيلية، وفقا لزيسر، لم يشملها الضجر أو التردد. وقال 'هناك اتفاق في إسرائيل أن الحرب ضد حزب الله لا يمكن كسبها. لا يمكنك احتلال لبنان، ولا يمكنك تدمير وكيل إيراني، والسؤال هو: إلى يا مدى يجب أن تكون الضربة مؤلمة.' وأشار زيسر أن الإستراتيجية الإسرائيلية الحالية هي تجنب أي تصعيد آخر ولكن أن إذا ما حدث يجب إنهاؤه بسرعة أكبر. وأضاف 'احد مشاكل المرة الأخيرة كانت أن بوش أعطى إسرائيل حرية كاملة. إن الحرب كانت لتنتهي بعد ثلاثة أيام من بدايتها. فبالنسبة لإسرائيل، أن فترة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كانت مضيعة للوقت'.
وفقا للي سميث، وهو زميل في معهد هدسون انه منذ عام 2006، لم يتغير سوى القليل داخل لبنان لمنع حزب الله من ارتكاب المزيد من المغامرات. وأشار سميث، انه وعلى الرغم من أن التحالف السني الموالي للغرب في 14 آذار حقق نصرا حاسما في انتخابات حزيران الماضي، إلا أن طبيعة نظام لبنان السياسية التعددية تعني أن حزب الله، الذي فاز تحالفه الشيعي الإسلامي بالمرتبة الثانية، لا يزال يتمتع بأدوار ذات نفوذ في الحكومة المقبلة. ووفقا لصحيفة هآرتس، انه من المتوقع أن يضم رئيس الوزراء المنتخب سعد الحريري في وزارته المكونة من 30 وزيرا 15 وزيرا من التحالف الذي يتزعمه ، و10 وزراء من حزب الله، وخمسة وزراء مستقلين يتم اختيارهم من قبل الرئيس الماروني المسيحي ميشال سليمان. ولمعرفة مدى هشاشة وضعف نظام كهذا، قال سميث، إن الحريري مجبر على ضم مجموعة إرهابية إلى وزارته يشاع على نطاق واسع، أنها خططت ونفذت عملية تفجير السيارة التي اغتالت والده رفيق الحريري عام 2005.
وأضاف سميث 'إن الحكومة، سواء في ظل السنيورة أو الحريري لا يمكنها كبح جماح حزب الله عن القيام بكل ما يريد، سواء كان ذلك بدء حرب أخرى مع إسرائيل أو الدخول إلى بيروت الغربية وقتل السنة فيها. إن لبنان في الواقع ليس ديمقراطية حقيقة قادرة على العمل، انه مكان تمتلك فيه منظمة إرهابية أسلحة وتضع جدول أعمالها. '
ومع ذلك، إن حزب الله يضبطه كيان واحد فقط هو: إيران، راعيه، ومصدر سلاحه. وقال بدران 'لا يوجد شيء اسمه لاعب غير نظامي، فإذا قرر الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي  تفعيل حزب الله، إما للرد على القصف الإسرائيلي المستقبلي للبرنامج النووي الإيراني، أو لسبب آخر، فإن حرب جديدة ستندلع'. وأضاف أن امتلاك حزب الله لنوع معين من الأسلحة المضادة للطائرات التي يمكنها القضاء على طائرات القوات الجوية الإسرائيلية، قد يدفع إسرائيل للقيام بضربة وقائية. على كل حال، قال بدران، إن عقيدة الضاحية تجعل أي صراع مستقبلي وطنيا بشكل شامل.
وتشير عقيد ة الضاحية التي صاغها الجنرال جادي ايزنكوت، إلى تدمير الجيش الإسرائيلي لربع شيعي في لبنان في عام 2006 بعد أن كان قد أدارت القوات الخاصة في حزب الله هذا الربع. وأشار بدران أن قواعد الاشتباك لهذه العملية قد تم توسيعها الآن على صعيد كل من وسائل الردع وكذلك خطة ذات قاعدة عريضة للهجوم في حال فشل الردع. وأضاف في ظل هذه الطارئ القاتم، حيث يتم قصف المباني الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في بيروت، إنه من المرجح أن يسقط وسط بيروت، مما يخلق فراغا في السلطة أو حربا أهلية. 'وستكون النتيجة حربا طائفية دينية، والتي لا يريدها احد، وبالتأكيد ليس الإسرائيليين'.
وقال زيسر انه في غضون ساعات من أي حرب مستقبلية، فان إسرائيل ستقطع الكهرباء عن لبنان، وتقفل المطار الرئيسي، وسيتم تدمير الجسور والطرق الرئيسية. ويلاحظ بدران استراتيجيا أن هذا أمر منطقي لأن دفاعات حزب الله متركزة بأغلبيتها شمالا، فوق مجرى نهر الليطاني. وبناء على عقيدة الضاحية، والفيديو الذي نشره جيش الدفاع الإسرائيلي والذي يزعم أنه يظهر عملاء لحزب الله يحاولون السيطرة على منازل سكنية في قرية بجنوب لبنان (قبل طردهم من قبل القرويين والجنود اللبنانيين)، رسم بدران سيناريوا افتراضيا لكيفية تحرك حزب الله. ويقول بدران 'دعونا نقول أن حزب الله حاول نقل الأسلحة والأفراد إلى جبال الشوف، وهو ما فعلوه في عام 2006 عندما نقلوا السلاح إلى بلدة ماري، وهي قرية درزية. وقد منعهم القرويون من الدخول في وقتها، وعمل الإسرائيليون معهم من خلال ضرب طرق الوصول المختلفة التي كان يستخدمها حزب الله. الآن ماذا سيحدث المرة القادمة إذا ما فضل القرويين تجنب الاشتباكات مع حزب الله؟ ماذا ستفعل إسرائيل حينئذ على مستوى القرية'؟


- صحيفة 'فايننشيال تايمز'
موقف إيران إزاء برنامجها النووي / 4-9-2009
تواجه طهران مرة أخرى لحظة اتخاذ قرار بشأن طموحاتها النووية,فعلى مر السنوات الثلاث الماضية عرضت ست دول  كبرى على إيران (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا) حزمة من التعويضات السياسية والاقتصادية إذا علقت برنامجها النووي.
لكن طهران رفضت العرض ومضت قدما في تخصيب اليورانيوم، وأصرت على أنها ترغب في الحصول على طاقة نووية سلمية.
هذه الدول الست الكبرى حذرت طهران الأربعاء الماضي من أن عليها إبداء رد ايجابي على حزمة المحفزات خلال أسبوعين، وإلا بدأت مباشرة في مناقشة سلسلة جديدة من العقوبات الاقتصادية.
إن حزمة المحفزات التي عرضتها الدول الست الكبرى علي إيران هي بمثابة عرض سخي سيمنح إيران فوائد اقتصادية مميزة وسيعيدها مرة أخرى إلى المجتمع الدولي.
لو كانت إيران راغبة بصدق في الحصول على طاقة نووية للأغراض المدنية، فإنه لا يوجد سبب لرفضها هذا العرض.
وأن الدول الست الكبرى محقة بتهديد  إيران بالمزيد من العقوبات وسبب في ذلك يعود إلى أن برنامج إيران النووي يتوسع كل يوم.
إن امتلاك إيران لمثل هذا النوع من الأسلحة سيشعل موجة من التسابق النووي عبر منطقة الشرق الأوسط.
 في حال رفضت إيران التحرك فإن المجتمع الدولي يحتاج للتفكير مليا بشأن العقوبات التي سيطبقها، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرغبون من حزمة العقوبات الجديدة أن تمنع تصدير المنتجات البترولية المصفاة إلى طهران.
إن مثل هذه العقوبات تؤثر على عامة الجماهير الإيرانية وتفت في التأييد الداخلي للنظام الإيراني.


- صحيفة 'لوس انجلس تايمز'
إيران: تقرير عن رسالة ثانية من أوباما إلى طهران / بورزو دارغاني  و  كريستي بارسونس و بول ريتشر / 3-9-2009
أفاد موقع الأنباء الإيراني 'تابناك أن القيادة الإيرانية تلقت رسالة من إدارة أوباما، مؤكدا عرضا جديدا لإجراء محادثات بين واشنطن وطهران. ولم يذكر تقرير الموقع أي مصدر للخبر، ولكن غالبا ما يحصل تابناك – وهو احد المواقع التابعة للسياسي الإيراني المحافظ وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي -- على معلوماته من الداخل.
وكان قد أُفيد أيضا أن إدارة أوباما بعثت برسالة إلى القيادة الإيرانية في الربيع الماضي. ووفقا للموقع، إن إيران ردت على البيان ب 'جدل'. ولا تزال تفاصيل رسالة أوباما الأخيرة غير واضحة. لكن يتوقع المحللون أنها تبحث عن سبل لبدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
ويجلس ممثلو كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في فرانكفورت اليوم لمناقشة ما يجب فعله بشأن برنامج إيران النووي الذي تشتبه القوى الغربية في انه يهدف إلى إنتاج أسلحة.
على الرغم من أن الولايات المتحدة كثيرا ما لعبت دور الشرطي السيئ في عهد إدارة بوش، يبدو أن واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في إطار تبادل للأدوار في ظل إدارة أوباما. ويقول التقرير، والذي نشر على موقع الفضائية الإخبارية الإيرانية الذي تديره الدولة والناطقة باللغة الانجليزية 'تجدر الإشارة إلى أن أوباما قام بهذه الخطوة في الوقت نفسه الذي أعدت فيه بريطانيا وألمانيا وفرنسا عقوبات جديدة ضد إيران بسبب برنامجها النووي'.
ولم يعلق البيت الأبيض على ما نشره الموقع الإيراني لكنه اعترف بأنه كان هناك اتصالات بين الحكومتين. وقال متحدث باسم البيت الأبيض في رسالة بالبريد الالكتروني 'لقد كانت هناك عدة طرق للاتصال مع إيران. نحن لا نناقش التفاصيل أو طرائق تلك الاتصالات'.
وقال خبير في الشؤون الإيرانية والذي تمت استشاراته بشكل غير رسمي من قبل الإدارة، أن أوباما بعث برسالة إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في أوائل أيار. وقد رد خامنئي على الرسالة، التي أعقبها أوباما برسالة ثانية. لكنه أضاف أنه، على حد علمه، لم تكن هناك أي رسائل أخرى إيران منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها حيث أن الأخيرة وضعت قيودا جديدة لهذه العلاقة.


- موقع 'سي أن أن'
الكرامة المرفوضة: العنصرية والعدائية المنهجية ضد المواطنين السعوديين الشيعة / 3-9-2009
قالت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تهتم بحقوق الإنسان إنها رصدت ما وصفته بتمييز منهجي ضد الأقلية الشيعية في السعودية.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته الخميس إن على السلطات السعودية أن تُعامل الأقلية الشيعية على قدم المساواة بالمواطنين الآخرين.
وقالت سارة ليا واتسون، مديرة مكتب هيومان رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: 'كل ما يريده السعوديون الشيعة هو الاحترام المتبادل بينهم وبين حكومة بلادهم، ومعاملتهم كغيرهم من السعوديين. إلا أن ما نراه من قبل السلطات السعودية هو عكس ذلك.'
وأضاف التقرير انه ينبغي على الحكومة السعودية أن تشكل لجاناً للتحقيق في الاعتقالات التعسفية للشيعة، وللتوصية بخطوات لوضع حد لتمييز الدولة الشامل بحق الشيعة.
ويعتقد أن الشيعة يشكلون ما بين 10 إلى 15 في المائة من سكان المملكة العربية السعودية.
ويعطي تقرير للمنظمة أمثلة على كيفية تعرض الشيعة لمعاملة مختلفة فيما يتعلق بالتعليم والنظام القضائي والتوظيف.
فالتمييز ضد الشيعة لا يقتصر على الجانب الديني، بل يمتد إلى الجانب التعليمي كذلك، حيث لا يسمح للشيعة بتعليم المبادئ الشيعية للأطفال في المدارس الرسمية، والجانب القضائي، حيث قد لا يسمح القاضي السني للشاهد الشيعي بتقديم شهادته 'لعدم أهليته.'
ويوثق تقرير المنظمة التوترات الطائفية الأقوى في المملكة منذ سنوات، والتي اندلعت إبان مصادمات بين زوار شيعة وعناصر الشرطة الدينية في المدينة المنورة في فبراير/شباط، وما تلاها من التوقيف التعسفي بحق محتجين من الشيعة في المنطقة الشرقية في مارس.كما أسهم في التوترات إغلاق مساجد للشيعة في الخُبر، وبدأت هذه الإجراءات في يوليو/تموز 2008، بالإضافة إلى اعتقال شخصيات دينية وقيادات شيعية في الاحساء في عام 2009، حسب ما ذكر تقرير هيومان رايتس ووتش.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
'طالبان تفاجئ القوات الأجنبية بتكتيكاتها'
يقوم مقاتلو حركة طالبان في أفغانستان بالكثير من التكتيكات الحربية التي توقع القوات الأجنبية في هول المفاجأة، وذلك ما يجعل القوات العسكرية الأميركية -على وجه التحديد- تنظر إلى طالبان على أنها عدو شرس وخصم قوي.
واعترف مسؤولون عسكريون أميركيون كبار بأن ما سموه الانبعاث الجديد لمقاتلي الحركة والتكتيكات القتالية التي يستخدمونها قد فاجأت الجميع في الميدان.
ونسبت الصحيفة   لمسؤولين أميركيين قولهم إن التحديدات التي تخضع لها العمليات الجوية الأميركية والقيود المفروضة على القوات القتالية على الأرض بشأن مدى استخدام القوة ضد مواقع مدنية، فتحت آفاقا جديدة أمام طالبان لابتكار وسائل قتالية وهجومية مضادة.
وأوضح المسؤولون أن مقاتلي طالبان استهدفوا بالألغام والقنابل والعمليات 'الانتحارية' مشاريع التنمية التي يقوم بها الغرب في أفغانستان، كما استهدفوا جنبات الطرق الجديدة والمدارس ومحطات الشرطة في البلاد.
وأضاف هؤلاء أن عدم تمكن القوات الأجنبية من الحصول على تعزيزات عسكرية جديدة تساعد في ما سموه حماية المدنيين الأفغان، أدى إلى تزايد مشاعر الغضب والامتعاض إزاء الوجود الأجنبي في البلاد وإزاء الحكومة 'الفاسدة' التي تتعامل مع الوجود الأجنبي.
ومضت واشنطن بوست إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية وفي وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يدرسون الأسباب الكامنة وراء الانتصارات التي تحققها طالبان، في ظل الخسائر التي تكبدتها القوات الغربية على أيدي مقاتلي الحركة.
ويواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما قرارات صعبة إزاء إستراتيجية الحرب على أفغانستان، في ظل تضاؤل متزايد للدعم الشعبي للحرب، وفي أعقاب التقارير الميدانية مثل التقرير الذي حمل تقييما عن الأوضاع السيئة والصعبة التي تواجهها قوات التحالف، والذي أرسل به قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال الأسبوع الحالي.
ويمضي بعض القادة العسكريين إلى أن مقاتلي طالبان والفصائل الأخرى يهاجمون بشراسة وبأساليب معقدة وهجمات متعددة، وأنهم يقاتلون مستخدمين تكتيكات وأساليب تشبه كثيرا تلك التي تلقاها وتدرب عليها الجنود الأميركيون في بلادهم.
وقال جنرال أميركي راقب العمليات القتالية في الميدان إنه لاحظ كيف ينفذ مقاتلو طالبان ما سماه تكتيك الهجمات الدموية المستمرة التي يصاحبها دعم لوجستي، خاصة على طول الحدود الأفغانية الباكستانية.
كما استخدمت طالبان مدافع الهاون ضد القوات الأميركية لإجبار الأخيرة على البقاء في أوضاع دفاعية، ثم سرعان ما يواصل مقاتلو الحركة هجومهم مستخدمين القذائف الصاروخية التي يتبعونها بزخات الرصاص باستخدام البنادق والرشاشات الأوتوماتيكية.
ويضيف الجنرال الأميركي أن مقاتلي طالبان تعلموا تنفيذ عملياتهم القتالية دون استخدام وسائل الاتصال، مضيفا أنهم يبقون 'أجهزة الراديو' صامتة وأنهم يرشون الأرض بالماء كي لا يثيروا الغبار أثناء تحركاتهم فيصبحوا أهدافا سهلة.
ومضى إلى أن مقاتلي الحركة طوروا القدرة بشكل يمكن معه وصفهم بأنهم 'قوات نظامية' منضبطة، وأنهم يعالجون جرحاهم وينقلون جثث موتاهم، وأنهم تخلوا عن تكتيكات الهجوم بأعداد كبيرة كما كانوا يفعلون في السابق، تلك التكتيكات التي كانت تجعل منهم هدفا سهلا وتسفر عن مقتل أعداد كبيرة منهم، وأنهم باتوا يهاجمون بأعداد صغيرة سهلة الحركة والتنقل في الكر والفر، إضافة إلى كونهم يجيدون التسلل للاستطلاع والتجسس على القوات الأجنبية.
 وقال خبراء ومسؤولون عسكريون آخرون إنه يبدو أن طالبان تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها بينما كانت أنظار الولايات المتحدة متجهة إلى الحرب على العراق، وأن الفساد المستشري في أوساط المسؤولين بالحكومة الأفغانية أسهم في تزايد تأثير الحركة وتعاظم قوتها وشعبيتها في البلاد.
وقال مسؤول عسكري أميركي له خبرة كبيرة في أفغانستان إن طالبان تعتبر عدم انهزامها بمثابة انتصار لها، وإن الحرب بالنسبة لمقاتليها هي مسألة إرادة.
 

- مجلة 'فورين بوليسي' الأميركية
'هل تتحارب إيران والسعودية باليمن؟'
نشر المجلة تحليلا كتبه الكاتب الأميركي روبرت هاديك  وتساءل فيه،  بشأن القتال الدائر في منطقة صعدة اليمنية، عما إذا كان يمثل حربا بالوكالة بين إيران والسعودية اشتعلت في اليمن.
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز ذكرت في تقرير لها أن 100 من المتمردين الحوثيين الشيعة قد لقوا مصرعهم وأن هناك نحو 100 ألف نازح من سكان محافظة صعدة في شمال غرب اليمن بعدما هاجمت قوات الحكومة ذات الأغلبية السنية مواقع المتمردين بالدبابات والمدفعية والطائرات.    ووفقا لما ذكرته مجلة ذي إيكونومست البريطانية فقد رد المتمردون الحوثيون بقذائف صواريخ الكاتيوشا، بينما تدخل الجولة الحالية من القتال أسبوعها الثاني في ما تسمى الحرب السادسة في تلك المنطقة منذ 2004.
وتنبع أهمية هذه التطورات من الاتهامات المتبادلة بالتدخل الخارجي في هذا النزاع, فقد اتهمت الحكومة اليمنية إيران بإمداد المتمردين الشيعة بالمال والسلاح، في حين ردت وسائل الإعلام الإيرانية باتهام السعودية بتدخل قواتها المسلحة في الحرب، ورغم أن السعودية تقر بالتشاور مع اليمن فإنها نفت أي مشاركة لقواتها في القتال.
إن الأدلة على التدخل الخارجي ضئيلة, ولكن وزير الخارجية اليمني استبد به القلق لدرجة أنه استدعى السفير الإيراني إلى مكتبه، بينما يتبادل وزيرا دفاع اليمن والسعودية التشاور. ووفقا للإكونومست فإن الإذاعة الإيرانية الناطقة بالعربية ذكرت أن الحكومة السعودية قدمت الدعم للحكومة اليمنية في أحدث جولة من القتال في اليمن.
ويمضي روبرت هاديك فيقول إنه حتى لو كان التدخل الخارجي في النزاع اليمني المدني في حدوده الدنيا، إلا أنه من المحتمل أن يكون هذا النزاع هو أحدث توسع للحرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
فهناك جبهة في لبنان، وأما الجبهة الأخرى فتتمثل في محاولات إيران بسط نفوذها على السكان الشيعة في شرق المملكة العربية السعودية وفي العراق والخليج، وهناك بعض الجماعات الإيرانية التي تعتقد أنها مجبرة وملتزمة بتقديم النصرة لمن تعتقد أنهم من الأقليات الشيعية المضطهدة في منطقة الشرق الأوسط ذات الغالبية السنية.
كما أن هناك من المسؤولين السعوديين في الرياض من ينظر بقلق إلى التمرد في اليمن ويرى فيه محاولة إيرانية لبسط هيمنتها على خط الملاحة في البحر الأحمر.
ويستطرد هاديك بالقول إن هناك بعدا آخر للتنافس السعودي الإيراني, فرغم أن السعودية تمتلك أكبر احتياطي من النفط الخام على سطح الأرض فإنها أعلنت عن خطط لبناء منشأة نووية لتوليد الطاقة، ورغم أنه ستمضي سنوات طويلة قبل أن يكتسب السعوديون الخبرة في مجال الهندسة النووية فإن صناع السياسة السعوديين يجب أن ينظروا إلى بناء خبرة نووية على أنه ركن حماية إستراتيجي ضروري.
ومضى إلى أن سباق التسلح النووي وشن الحروب بالوكالة من أوضح معالم الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، وأنه لن يكون من الغريب أو المفاجئ أن يتكرر هذا السيناريو والسلوك بين السعودية وإيران، فإيران لها قصب السبق في هذا المجال بينما علىالسعودية الاعتماد على أصدقائها لحمايتها وهي تحاول أن تلحق بالركب.

 
- موقع 'تقرير واشنطن'
'العلاقة بين محللي الاستخبارات وصانعي السياسة'
تلعب التقارير الاستخباراتية دورًا هامًّا في المجتمع الأمريكي في اللحظة الراهنة، وهو ما تبين في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، وما كٌشف عنه لاحقًا من تلاعب في هذه المعلومات واستخدامها في الدفع بسياسات لا تُحقق المصالح الأمريكية، وهو ما خلف كثيرًا من السخط على إدارة بوش السابقة، وخاصة بعد الكشف عن تقرير الاستخبارات الأمريكية بشأن الوضع النووي الإيراني. وتنبع أهمية أجهزة الاستخبارات من مسئوليتها عن رصد وجمع البيانات ذات الصلة بالأمن القومي وتصنيفها وتحليلها، ثم تقديمها لمؤسسات صنع القرار الأمريكي. والتي لا شك في أنها تعتمد عليها بصورة كبيرة في اتخاذ قرارها.
وفي هذا الصدد، نعرض مقالة بحثية بعنوان 'العلاقة بين محللي الاستخبارات وصانعي السياسة: لـ'كريستوفر فورد نشرت على موقع معهد هودسون ضمن سلسلة أوراق تحليلية تقدم رؤى للإدارة الأمريكية الجديدة.
بدايةً، تؤكد الدراسة على أهمية العودة إلى العلاقات المتوازنة بين محللي الاستخبارات وصانعي القرار في الولايات المتحدة، فكلا الطرفين في حاجة لفهم معالم هذه العلاقة المعقدة، وأن يجدوا نقطة التقاء تحترم مواطن القوة الخاصة بكل طرف والدور المؤسسي الذي يقوم به. وأشارت الدراسة إلى أن العراق ستظل درسًا مهمًّا للرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي إذا كانوا يرغبون في الحكم بكفاءة وبصورة فعالة. وأكدت الدراسة إلى أنه لا يوجد من يلم بمفرده بجميع المعلومات الضرورية الأساسية لصنع القرار سواء على صعيد السياسة الخارجية أو الأمن القومي، ولذا يعتمد كبار صانعي القرار بصورة حتمية على من يمدونهم بالمعلومات، والبيانات المتاحة التي توضح لهم الأمور. وهو ما يعني أن المسئولين في السياسة الخارجية والأمن القومي لا يمكنهم الاستغناء عن الاعتماد بصورة كبيرة على التحليلات المهنية التي تقدمها دائرة الاستخبارات الأمريكية.
على الرغم من عدم اتفاق الجميع مع أداء الاستخبارات، وأن ينصب اعتماد الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي على تقاريرها. فإن عليه إعادة النظر في أدائها إذا أراد أن يحكم بفاعلية وأن يكون قائدًا للتغيير كما يريد منتخبوه. فالعلاقة الرئيسة بين محللي الاستخبارات وصناع القرار تبدو اليوم مخفقة النتائج وربما محفوفة بالمخاطر. وهي المشكلة التي نبعت من حرب العراق التي تم توجيه اللوم فيها إلى كبار الموظفين في دائرة الاستخبارات، والسياسيين الانتهازيين والتحليلات الإعلامية، خاصة بعد الإعلان عن أن الحرب جاءت نتيجة تشويه صناع القرار لتقارير الاستخبارات بشأن أسلحة الدمار الشامل بالعراق من أجل غايات سياسية تكمن في خلق مرحلة جديدة بعد الحرب على العراق. وتخلص الدراسة إلى أن مشكلة العلاقة بين محللي الاستخبارات وصناع القرار مخفقة النتائج لأن الطرف الأخير لا يحترم تحليلات ورؤية الطرف الأول بصورة مطلقة.
دور الاستخبارات الأمريكية في الخبرة العراقية
أشارت الدراسة إلى سوء خبرة التحليلات الاستخباراتية لأسلحة الدمار الشامل العراقية قبل الغزو الأمريكي. ومع ذلك تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستفادة من أخطائها التي أدت إلى هذه الكارثة. ورأت الدراسة أن المشكلة الأولى في تحليل أسلحة الدمار الشامل العراقية، تكمن في كون المعلومات الاستخباراتية التي قدمت كانت غير كاملة أو غامضة، حيث سعى الآخرون بجد لإخفائها. وفي هذا الصدد أكدت الدراسة أهمية الحاجة لمحللين قادرين على مواجهة هذا الخطأ، حتى يستطيعوا القيام بوظائفهم لأن الخوف من الخطأ يشل أداءهم.
الأمر الثاني الذي يتعلق بالفشل في العراق، هو استعانة المخابرات بتحليلات مضللة لتبرير أهداف السياسة العامة للمجتمع مسبقًا. فقد عرض المحللون أنفسهم استنتاجات خاطئة قبلها المجتمع دون تفكير. وهنا عقدت الدراسة مقارنة بين الروايات التي سبقت الحرب بشأن أسلحة الدمار الشامل، ورعاية الدولة العراقية للنشاط الإرهابي والتي بدت جيدة إلى حد ما. وهو ما قدم دروسًا هامة. فقد تم التشكيك بالنتائج التحليلية لصلة صدام بالإرهاب وأدركوا أن التحليل غاب عنه شيئاً ما. ومن هنا طوروا علاقات بين محللي الاستخبارات والعملاء، لمناقشة الواقع ومدلولات المعلومات المتاحة. ويلاحظ أن صانعي السياسة في بعض الحالات يأخذون وقتهم ليتعرفوا على تقارير الاستخبارات، ولا يخجلون من إثارة الافتراضات مما يفرض على محللي الاستخبارات الدفاع عن بياناتهم وأسبابهم. وهو ما أدى إلى تحسن التحليل، فقد قام المحللون بإعادة فحص عملهم، وتحديد مهامهم. وهو ما أوضح عدم وجود دليل حقيقي على عمق الصلات بين الإرهاب والنظام العراقي المشتبه فيه.
وفي هذا الصدد أكدت الدراسة على أن الدروس المستفادة من خبرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق هو أهمية وجود مساحة من الشك بين كلا الجانبين والبحث عن نوع من الارتباط الموضوعي في المعلومات. فهناك احتمالية لأن يكون جامعو المعلومات والمحللون ضحايا الحرمان من المعلومات وأساليب الخداع أو مجرد التلهف إلى مزيد من المعلومات.
وفي نهاية المطاف، يٌقر الواقع أن لصانع القرار الحق الكامل في رفض تحليل المعلومات الاستخباراتية، حين تبدو الاستنتاجات خاطئة. وهو ما أثبتته دعاوى الحرب على أسلحة الدمار الشامل العراقية.
لا احتكار للحقائق
أكدت الدراسة على عدم وجود جهة تحتكر تقدير الواقع، غير أنه من الأهمية أن يهتم صناع القرار المتعاملون مع تقارير الاستخبارات بقراءتها قبل البدء في الاستنتاج. فصانعو القرار الذين لا يستطيعون الحوار مع أفراد الاستخبارات عن مواطن القوة والضعف في مختلف الافتراضات التي يستندون إليها في استنتاجاتهم التحليلية، تنقصهم القدرة على تقييم التحليلات المقدمة إليهم. إلا أن الدراسة أشارت في هذا الصدد إلى أن واشنطن لم تستفد من خبرتها في مأزق أسلحة الدمار الشامل في العراق وتعاملها مع تحليلات الاستخبارات التي تم النظر إليها ككاشف عن الحقيقة، ولا توجه لها أي نقد. وقد تسارع الحريصون من صانعي القرار، والمشرعون، وبيروقراطيو الاستخبارات للقذف بالنسخ السرية من هذه التقارير للنقاش العام واستخدموا هذه الاستنتاجات لأغراض سياسية من أجل تشويه عملية صنع القرار. وهو ما يترتب عليه أمران، أولهما يجعل الولايات المتحدة عرضة بصورة غير ضرورية لإخفاقات الاستخبارات ومما يزيد المخاطرة أن القرارات ستستند على معلومات مغلوطة. وقد أكدت الأحداث المعقدة التي سبقت الحرب على العراق أهمية البحث عن صلات بين المحللين والعملاء على حد سواء لإثراء التحليلات وصنع القرار. ولا يجب استبعاد مثل هذه الصلة، لأنه يزيد احتمال الخطأ.
الأمر الثاني، هو أن الدفاع دون تمحيص يضع مؤسسات الديمقراطية الأمريكية في مأزق. فالعميل الأكبر للمخابرات هو الرئيس نفسه، الذي اختاره الشعب الحر لصنع أكثر القرارات أهمية على الأرض وهو الدور المنوط به. ومن أجل مساعدته في صنع القرار فهو يقوم بتعيين الموظفين الكبار الذي يقوم مجلس النواب المنتخب بالتصديق عليهم، فلا أحد ينتخب محللي الاستخبارات، فهم مسئولون فقط بقدر ما يحملهم رؤساؤهم. وعلى ذلك من الأهمية ألا تترك الكلمة الأخيرة للاستخبارات فيما تقرره الحكومة الأمريكية. كما لابد ألا تصبح سلطة رابعة في النظام الدستوري الأمريكي مبهمة وغير مسئولة. وبسبب كل هذه الأسباب من المهم العودة إلى إحداث نوع من التوازن في العلاقة بين محللي الاستخبارات وعملاء صنع القرار الخاص بالاستخبارات. كلا الطرفين في حاجة لفهم المعالم المعقدة لهذه العلاقة، وإيجاد نقطة التقاء مناسبة تحترم مواطن القوة الخاصة والأدوار المؤسسية لكل جانب عند حضوره على طاولة المفاوضات. وهو بالتأكيد ليس بالأمر السهل على الدوام، ومع ذلك ضروري.
ووصولاً لهذه الغاية، يتعين على الرئيس مقاومة دعاوى تفاقم هذه المشكلة، على سبيل المثال، جعل مدير الاستخبارات الوطنية شبه مستقل مثل رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي Chairman of the Fedral Reserve إلى جانب العمل على كبح جماح السلطة التنفيذية التي تتصرف بغير حكمة وتنزع إلى كتابة وتوزيع النسخ السرية للتحليلات الاستخباراتية إبان محاولتها للتأثير في مناقشات السياسة العامة أو ببساطة لتسجيل نقاط سياسية التي قد تحقق 'الشفافية'، لكنها أيضًا تسبب الضرر بسبب الكشف عن بعض ما سيحدث مما يضر العملية على المدى الطويل. الأهم من ذلك، يتعين على الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي الإصرار على الاندماج والوفاء بالأدوار السليمة لمحللي الاستخبارات وعملاء الاستخبارات على كافة مستويات العمل في الأمن القومي. ومن هنا تخلص الدراسة إلى القول: بأن العلاج الحقيقي الوحيد لهذه المشكلات هو القيادة الصلبة والتي تقوم على المبادئ، وهو ما ننتخب الرؤساء لتوفيره'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد