صحافة دولية » لبنان في الصحافة الناطقة باللغة الفرنسية

"المشاركة" على طريقة حزب الله
L'Orient le jour 2-6-2008
ميشال توما

جاءت خطبة زعيم حزب الله حسن نصر الله المشتعلة التي القاها الاثنين الماضي، وبعد 24 ساعة من القاء خطاب القسم للرئيس سليمان (وردا على هذا الخطاب) لتكون بمثابة التفاف على الهدنة الضمنية التي تم التوصل اليها خلال سنوات التسعينات بين رفيق الحريري والنظام السوري. مع ملاحظة وجود متغير هذه المرة: الوصاية السورية حل مكانها حزب الله تحت ستار "المقاومة". السياسة ترجع للحزب الشيعي وحلفاءه فيما تتولى الاكثرية الحالية الاقتصاد... هذا هو الثمن الذي يقترحه بوضوح حسن نصر الله.
الزعيم الشيعي اقترح مشاركة بين ميليشياته وبين الجيش اللبناني، فارضا اطارا محددا بدقة لمهمة القوات النظامية. وبالنسبة لحسن نصر الله المقاومة تتولى الدفاع عن البلد في حين ان القوى النظامية مهمتها "امن المواطنين، وحماية حقوقهم وحفظ النظام" . " كل ترسانة ان كانت تلك التابعة للمقاومة او للدولة ، يشير قائد الحزب الشيعي، يجب ان تقوم بالمهمة التي وجدت من اجلها".
الخطة المطروحة واضحة الآن: "المقاومة" ، الدفاع عن البلد والسياسة العليا يجب ان تعود الى حزب الله وحفظ الامن والملفات الاقتصادية تعود للحكومة(في الوقت الحاضر الاكثرية تعود لفرق 14 آذار)..
اثر حوادث الشياح في كانون الثاني الماضي "التعايش" المتمثل بمعادلة الدولة- المقاومة المقترحة من قبل حسن نصر الله افضى عمليا الى اختصار الدولة في "مجلس بلدي موسع" حيث ان السلطة السياسية الحقيقية بمعناها الواسع تركزت في يد حزب الله. وكحبة الكرز التي تزين قالب الحلوى" حسن نصر الله يعيد تكريس "فخره" بانتماءه الى حزب "ولاية الفقيه" ما يدل الى الاخذ بعين الاعتبار اوامر نظام "ولاية الفقيه".
ان خطاب زعيم حزب الله الاثنين الماضي في عمقه هو بمثابة جواب مباشر على ما جاء في خطاب القسم للرئيس الجديد... الذي وضع الدولة في قلب مهمة الدفاع عن الوطن في حين ان المقاومة يجب ان تكون في خدمة استراتيجية الدولة. في أي بلد عادي هذه المقاربة بديهية. ولكن بالنسبة الى نصر الله فان هذا بعيد التحقق بما انه في خطاب 26 ايار طرح المعادلة مقلوبة وحدد مهمة القوى النظامية بانها بوليس داخلي محتكرا على حزبه مسؤولية تأمين الدفاع الوطني.
في فضاء اربع وعشرين ساعة استمع اللبنانيون الى خطابين يقدمان رؤيتين متعارضتين للبنان. رهان الذراع الحديدية والانتخابات النيابية المقبلة سيكون لها خيار تحيد الهوية الوجودية ، بين المجتمع الحربي لحزب الله ولبنان الذي يحترم التعدد الاجتماعي والثقافي المنفتح على العالم والمتعلق بالحريات والقيم الانسانية والليبرالية. بكلمات قليلة، لبنان يبني المستقبل بعيدا عن قعقعة السلاح وتهديد الميليشيات.

 

المقال: تبادل للاسرى بين حزب الله واسرائيل
Le Figaro 2-6-2008

مارك هنري
ما هي الا البداية: في اسرائيل ان مقاربة تقول بتحرير "ارهابيين" على قيد الحياة ومبادلتهم بجثث تثير حولها تحفظات كبيرة. وبعض المسؤولين والمعلقين يعتبرون انه بقبول مثل هذا العرض، فان الدولة العبرية تشجع حزب الله ومنظمات اخرى على اسر جنود وعدم التردد في قتلهم. اضافة الى ان المسؤولين الاسرائيليين يترددون في اعطاء أي هدية لحسن نصر الله ، الخارج منتصرا للتو من حدث دموي استعمل خلاله القوة في وجه حكومة السنيورة.
امنون زيهوني وهو محام اسرائيلي ساهم في عدد من المفاوضات السرية لتحرير الاسرى يبقى رغم كل شيء متشائما. وهو يعتبر ان التبادل الاخير "ما هو الا البداية". " في حين ان الحزب يبدو اقوى وهو ينخرط في المشهد الدستوري اللبناني هو يبدو ايضا مجبرا على ان يكون اكثر تواضعا ". في حين ان رون اراد وهو طيار اسرائيلي محتجز في لبنان منذ 1986 لم يظهر أي امل بشأنه.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد