أبحاث ودراسات » التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

- مجلة 'فوراين أفيرز'
الايدي السعودية الخفية في 'الربيع العربي' / جون برالدلي

  مع بدايات الثورة في الشرق الاوسط فان السعودية قد شرعت في زيادة نفوذها وتمكنت بنجاح  وبدهاء من الحد من نفوذ منافستها ايران ،وفي 4 تشرين الاول فقد اشارت الصحف السعودية والتي تداروتراقب  من قبل الدولة ، الى وجود اضطرابات في منطقة القطيف بين الشيعة من جهة وبين القوى الامنية السعودية من جهة ثانية ، وذكرت ان ' مجموعة من محرضي الفتن والشقاق وعدم الاستقرار ' قد تجمعوا في قلب المنطقة النفطية الاغنى في السعودية ، ومسلحون بقنابل المولوتوف ، ومع تمكن الشرطة من تفريق المتظاهرين فان 11 من ضباط الشرطة قد اصيبوا بجروح .
 واعلنت الحكومة انها سترد بيد من حديد على اي شقاق يقوم به المرتزقة والمخادعون ، وخلال ذلك فقد اشارت باصابع الاتهام الى دولة اجنبية في اشارة خفية الى منافستها الرئيسية ايران .  
  لقد لعبت السعودية دورا واحدا خلال الربيع العربي ، وغالبا عبر خط واضح وبيد ' من حديد ' وتقوم به دون اي كلل ، ومع تردد صدى الثورة في كل ارجاء الشرق الاوسط ، فان الدبابات السعودية اجتازت الحدود من اجل قمع الحشود الشعبية المنتفضة في البحرين ، وحقق الاجتياح هدفا استراتيجيا مباشرا : اظهار القوة التي يمكن لها ان تقدمها الى حلفائها من الدول الخليجية من جهة وتخويف الشيعة في المنطقة الشرقية من جهة ثانية .
 ومع الثورات العربية فان الاسلاميين كل المنطقة  ينشطون ولصالح السعودية ، ومع سقوط مبارك فقد اكتسبت السعودية نفوذا جديدا في مصر من خلال الاخوان المسلمين او من السلفيين والذين يتلقون المال باستمرار من السعودية .
اما في اليمن فان الرئيس صالح وعندما جرح فقد التجأ الى السعودية ، ومع عودته منها فانه يشعر بالامتنان لها لانها على الاقل انقذت حياته وفي منطقة تسودها القيم العشائرية فانه يصعب نسيان الجميل .
وبالنظر الى مستقبل الشرق الاوسط فان الاحداث في سوريا تعد حاسمة في نتائجها ،ومن المفارقات الساخرة ان الملك عبدالله قد ادان سوريا لانها تمارس القمع الدموي تجاه شعبها .
 

- مركز 'أس أف أر'
 المؤامرة الارهابية لايران
 
نشر المركز مقابلة مع المتخصص في شؤون الشرق الاوسط كينيث كاتزمان والذي راى أن ما اشيع من اتهام ايران بالتخطيط لقتل السفير السعودي ، وان ذلك تم بالتعاون مع عصابات مخدرات مكسيكية ، لا يتناسب ولا ينسجم مع ما ' هو المالوف من اسلوب الايرانيين في تنفيذ هجماتهم الارهابية '    وانه حتى ولو تم الاغتيال فان ذلك سيستدعي ردا ثاريا من جانب الولايات المتحدة وهو الامر الذي لا ترغب به ايران .
وبين انه ' يشك تماما ' بكل ما قيل عن تلك المؤامرة ، وان الايرانيين لا يستخدمون جماعات ' ليست على علاقة حميمة ' معهم ، وبالتالي من المستغرب انهم استعانوا بتجار المخدرات المكسيكيين ! بل يستخدمون مجموعات ' يمكن الوثوق بها ' مثل حزب الله مثلا ، ومن غير المنطقي ايلائهم ذلك الى تجار مخدرات من المكسيك ،
ثم ان الايرانيين لا يستخدمون عادة عناصر  ' سابقين ' او متقاعدين في عملياتهم بل ' عناصر  ' فاعلين في وحدات ' القدس '
ومن جهة اخرى فان استخدام ' قنبلة كبيرة ' في عملية الاغتيال سيؤدي الى موت عدد من من الناس في واشنطن مما سيستدعي الى دعوات لرد عسكري مباشر ضد طهران ، فيما ان كل الخبراء يؤكدون ان ايران لا ترغب بذلك ففعلا .
 
- موقع cato.org
ماذا يستفيد الايرانيون من قتل السفير؟

نشر الموقع تحليلا كتبه جاستن لوغان استبعد فيه كل 'قصة المؤامرة الايرانية لقتل السفير السعودي في واشنطن' وبين العديد من الاسباب تنفي صحة تلك المؤامرة وسال انه على فرض صحة المؤامرة فهل يخطط الايرانيون  لها استنادا الى 'سياسة واقعية مثلا 'ام من اجل تعجيل خروج المهدي ' ؟ وماذا يستفيد الايرانيون من قتل السفير ؟ علما انه ليس سرا وجود تنافس كبير بين السعودية وايران في المنطقة .


- مركز 'تشاتهام هاوس' (بريطانيا)
'من المستفيد من كل ذلك؟'

نشر المركز وجهة نظر لخبير سياسي هو ريتشارد دالتون حول الادعاءات الاميركية بوجود مؤامرة ايرانية لقتل السفير السعودي في واشنطن ، والذي شكك بصحة ذلك ،واشار الى انه يشعر ' بشك عميق '  حول صحة الادعاءات الاميركية ، رغم وجود توتر بين ايران والسعودية الا انه يبقى توتر سياسي لا عسكري ، ولا احد منهما يرغب بحرب مع الطرف الاخر ، وتعد السعودية منافس اساسي لايران في العراق لكنها ليست سوى منافس اقليمي على النفوذ ولا يتخذ الصراع الطابع العسكري ،   ثم لا مصلحة لايران بمزيد من توطيد علاقات بالاصل قوية ، بين السعودية والولايات المتحدة .
 ومن خلال تحليل السياسة الايرانية خلال السنوات الماضية يتضح ان تلك ' المؤامرة ' لا تشبه السياسة الايرانية ولا ما عرف عنها ، ثم ان السياسة الايرانية هي بدرجة اولى سياسة دفاعية وليست هجومية ، والادعاءات الاميركية لن تلقى تجاوبا في شعوب منطقة الشرق الاوسط والذين سيطرحون سؤالا 'من المستفيد من كل ذلك ؟'.


- موقغع edition.cnn.com
 لا احد في الشرق الاوسط قادر على ضبط ايقاع التغيرات ولا على السيطرة عليها/ جاين كيننمونت

لقد تزايدت حدة التوتر بين ايران والسعودية خلال هذه السنة ، ولا سيما حول موضوعي سوريا والبحرين ، ويبدو ان العلاقات ستزداد سؤا في ظل الاتهامات بوجود مؤامرة لقتل السفير السعودي ، الا انه ولسخرية القدر فان ' الانتفاضات ' ضد الحكومات في المنطقة  تضع كل من ايران والسعودية في مواجهة المخاطر ، حيث يسعى كل واحد منهما الى حماية حلفاءه ،في مواجهة الانتفاضات ، (البحرين بالنسبة للسعودية وسوريا بالنسبة لايران ) وكما يبدو لا احد في الشرق الاوسط قادر على ضبط ايقاع التغيرات ولا على السيطرة عليها ، وكل من الدولتين لديها مخاوف من انتقال ' الانتفاضات ' الى داخل بلديهما .
ان التقسيم ' القديم ' للمنطقة بين معسكرين : معتدل مقرب من الغرب تقوده السعودية ومصر في مواجهة محور ايراني  سوريي ، مقاوم ، ويضم حزب الله وحماس لم يعد صالحا مع بروز قوى سياسية جديدة في مصر و تونس سواء كانت اسلامية ام علمانية لا ترغب بتكرار النموذج الايراني ولا النتموذج السعودي ، ومن المحتمل عودة التنافس المصري – السعودي والذي ساد خلال الستيناتت والسبعينات من القرن الماضي ، كما يمكن للعراق ان يعود لاعبا سياسيا من جديد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد